لنكتب عن الحب

عن فن اختيار الحبيب

يومها كان يقرأ ما أكتب وتلمع عيناه بنَظرات الحب والفخر، واليوم أنا أكتب له وعنه.
أما بعد ..

أولًا، سأُعاتبك على تأخّرك في البوح وعلى طول الكتم، ليتك استعجلْتَ قدرك وعثرْتَ عليَّ قبل وقتنا هذا، وليتني لم أتردد يومًا في اختيارك…

لطالما آمنتُ بأنه من قوانين الأنثى العاقلة أن لا تقع في الحب، لا يجدُر بها فعل ذلك فمن الواجب عليها تركُ القلب في مسافةِ أمان كافية لضمان سلامته. لكن لا أعرف ما الذي حصل ومتى حصل، من أين بدأ وأين سينتهي، كل ما أعرفه أنك أنت من غيَّرْتَ المبدأ، وجعلت من الاستثناء أصلا وقاعدةً.

لا بأس أنْ تقَعَ امرأة عاقلة في الحب، وما العيب في ذلك؟!. لن ينقُص ذلك شيء من قوتها ولباقتها وبراءتها وذكائها… الآن حان وقت الاستسلام والانصياع أنا العنيدة التي لا تقبل الاعتراف سأكُفّ عن المراوغة هذه المرة، وسأعترف بأنك سَقَيْتَ مشاعري فأنبت قلباً هائما بك، أنا الآن صاحبة ألف مشاعر، أنا الهائمة وأنتَ المُتيَّم بي.. فصاحة القول والفعل كلها أسباب جعلت الفتاة الثابتة ترتبك، ولقد فعل الحب فعلته.
بعدما كان الاعتراف بالحب وإعلانه من قَبيل المحظورات وانتقاصاً من الكبرياء صار الآن فعلا صحيحاً سالماً من أي عِلّة ولازماً لمحبوب واحد لا يقبل التعدّي.

دائما أعود بذاكرتي للصدفة الأولى التي لوْلاها لما وجدنا نفسنا في هذا المأزق، كنتَ حينها عابرَ سبيلٍ والآن أصبحت السبيل كله.

ما الذي حدث، أنا التي لا أجيد التشبث والتعلق، متى توَرّطْتُ، متى ترسخت عندي ملامحك وطباعك، منذ متى أصبحت مُلمّة بتفاصيل حياتك؟!. صرت أحفظ ضحكتك، وأترقب نوبات غضبك، أعرف ساعة غفوتك، ووقت استيقاظك، أو بالأحرى برنامج يومك.. لقد تُهت في تفاصيلك الدقيقة، وها قد انتصرتَ وأعلن هزيمتي أمامكَ؛ لكن هزيمتي لم تكن أمرا سهلًا اعترف بذلك…

لا بأس في أنْ تَقَعِي في الحب ، فهناك من يستحق حبك، لكن يجدر بك أن تُبْقِي قلبكِ تحت السيطرة، سيدتي الواعية العاقلة اختاري الشخص الذي يحترم الطفلة الصغيرة التي بداخلك؛ الذي لا يحاسبك على أخطائك الصغيرة، الذي يقدس طموحاتك الشامخة، الذي تسموا معه روحك ومعارفُك، أحسني اختيار مَن تأنسين له…؛ اختاري من يُنسيك شقاء الحياة، لا “ماكينة” نقدٍ وذَمٍّ، أو آلة لعَدّ الزّلات والهَفوات، اختاري من يُحبك كما أنت دون تقديم أي تنازلات، هي حياة واحدة تلك التي ستعيشينها، اُرْسُمِي لنفسكِ نهاية جميلة.
فهناك من يستحقُ قلبك…

لنكتب عن الحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *