هل أنت سعيد حقا ؟

أعمال تدلّك على طريق السعادة

لن أقول إنّ السعادة قرار تأخذه مع نفسك ثم فجأة تصبح سعيداً، ولن أقول لك بأن السعادة هو أن تعيش لحظتك وتنسى الماضي أو أن تقوم بأشياء التي تحبها بلا مبالاة. ولن أقول لك أيضا بأن السعادة أساسُ تحقيقها والظفر بها هو المال والسفر عبر العالم أو السقوط من طائرة عبر المنطاد الهوائي أو حتى قضاء عطلة في جزر المالديف واحتساء عصير الأناناس مع قطع صغيرة من فاكهة المانكا وامتلاك سيارة فاخرة آخر موديل وصيحة. لن أنكر أيضا بأن هذه الأشياء لا تجلب بعضاً من الاستمتاع لكن لا يمكن اعتبارها أساس السعادة؛ فلا يجب أن نؤمن بأن السعادة تكمن في تلك الأشياء الزائلة ولا أريد أن تقيس معيار السعادة بها ومَن يظن عكس ذلك فهو في غفلة كبيرة ولا يعرف معنى السعادة الحقيقية.

هل تعلم يا عزيزي ما هي السعادة الحقيقية وكيف تكون سعيدا وتذوق من غرفة السعادة والرضا؟
الجواب بسيط جدا ولا يستدعي التفكير أو جهد في البحث عنها، فالسعادة الحقيقية يمكن أن تجدها عند حَملك لعُكّازٍ سقطَ من رُجل مُسنّ يتمايل في مشيته حتى فقد توازنه فسقطت عصاه، وهو يسأل الله عز وجل أن يساعده شخص من المارة ليمسك بعصاه من جديد الى أن تساعده أنت بكل شهامة كالبطل؛ نعم كالبطل تماما بغض النظر عن بساطة الموقف، فالسعادة التي ستشعر بها لا توصف ومكافأة مساعدتك النبيلة هي دعوة من رجل عاش دهرًا طويلا وعاصَرَ أجيالا مختلفة، هي دعوة لك قد تنجيك من أمور ليست بالحميدة فتتذكر الملائكة هذا الأجر وتُزيح عنك الأشياء السيئة وترسل لك يداً تساعدك عند الحاجة.

السعادة الحقيقية هي عندما تساعد شخصا وتُقدم يدَك نحوه للنهوض من جديد كيف ما كانت المشكلة. ثق بي بعدها ستكون من أسعد الناس ومقامُك سيعلو درجات والدنيا ستصغر بعينك لدرجة لن تبالي بها ولا بملذاتها وما فيها؛ فقط ساعد غيرك وارْسُم ابتسامة على وجه أخيك ولو بكلمة طيبة حسنة ترد الروح وتُزهر النفس.

عندما تساعد شخصا الله سيشكرك بطريقته سبحانه و تعالى؛ كيف ذلك ؟

الله عز و جل يحب العبد المُسالِم و الخَدوم؛ العبد الذي يساعد أخيه المسلم ويُنفّس عنه كربته و يقضي حاجته. وبالتالي يجازيك الله تعالى بالترقّي في مقامات العُلا ويخصك بمرتبة حميدة ويلقيك بين أيادي آمِنة حين تتعثر أو تُبتلى.

إن أردت أن تسعد فاسعد الآخرين وسترى نفسك في رضا وسعادة، فسبحان الله عندما تُقدم خدمةً لشخص أو تساعد حيواناً ضل به الطريق أو حتى عندما تسقي زهرة أكلت أوراقها أشعة الشمس وذبلت أوراقها هنا سترى الفرح والحياة من جديد في أعينهم والبسمة على محياهم وكيف ترقص قلوبهم والامتنان يحوم حولهم؛ أليس هذا كفيلاً بأن يجعلك سعيداً وفخورًا بنفسك لأن الله قد اصطفاك لتكون في خدمتهم وسببا في تفريج كُرَبهم وتخفيف مخاوفهم وحمل همومهم ولك أجر عظيم وثمين جدا لا يقدر بثمن ولو وزنته بالذهب، فعطاء الله و جزاءه وعوضه لا يقارن أو يساوي مال الدنيا فالدنيا في حد ذاتها لا تساوي حتى جناح بعوضة ولك عند الله مقام عظيم.

إذا يا عزيزي القارئ، هذه بعض الأعمال التي قد تمنحك الوصفة السحرية لتحيا سعيدا والتي تتجلّى في إسعاد الآخرين وستكون أنت أسعدهم بفضل الله لأنه تعالى شكور, فالله يشكرك ليجازيك في الدنيا والآخرة .

هل أنت سعيد حقا ؟

فاطمة الزهراء ابوالانوار

خريجة جامعة الحسن الثاني،كلية الأدب و العلوم الانسانيه محمدية ، أعمل حاليا كأستاذة اللغة الإنجليزية في القطاع الخصوصي ، و فنانة تشكيلة ، و عضوة جمعوية ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *