متربع على عرش الغدر – الجزء الثاني

متربع على عرش الغدر – رابط قراءة الجزء الأول


عِنادُها يرمي سبايا الظلام في نور وجنتَيْها، وبين رفض وقبول عقاب يستمر في هَجْر الوغى، صوتي راجس يطمس هدوء القذال ويسمو بين مجاشع الأرذال، غريب أمر الميزان يعيش بين خسارة ونجاح و إبرة الخلاص تتأرجح عند ثقل الكواهل أسفل ضوء الأقمار، يغدو الوَهَنُ مستثاراً ويدنو إلى الأتربة صوت الحذر.

لولا ظمأ النُّكران عاد مضطربا من أماني الطمر… ولولا شرّ الأيام فاض سيله على جلد العمر، لغدوت عند عزم الأمر باليقين، وعند صباح الله لا صبح إلا صبحه أريد بلوغ الوطن، بحنين عميق خطبت على قمم الجبال “لازلت لكي مكرم بحبال الحب، قاسيتها وقايستها مختزنا بين جوانح دروبها وقد وافت الجميلة ضحكتها عند مطلع شمس المكارم”.

بنسيمها الصباحي كعادة الأيام، ترغم سيالتي على الوقوف لها عند نافذة الحب… أتغزل بشَعْرها وأتحسّس عُنُقها المنحوت بنعومة عذبة… خليلتي بجلسة همس للمشاعر المقدسة.. لباسها يرميني بين أزقة باريس في القرن 15م وحركاتُها تخرجني من جو الأربعة جدران.

توقد نيران الحقد، وبين كل شرارة تنفصل روحها عن ارتباط العدم، إغراء بعين الغزال الشارد يحملق أمام بؤبؤي، وأعتصم بأحضان الزمان و أهتف بصوت منخفض لا أريد سواك…عبر قارب العناد أجذف نحو اليابسة، أمواج بائسة، توقف عنادي عند رُكبة أنوثتها، أحط رحال العبث على بشرتها الخالية من “الميلانين” وأتسم برضاء أنها هي اليابسة المنشودة.

لن تهون الذكريات لطالما شاركتني متاهتي، سفكت دمائها طالبا سلوان الخروج لكنها في كل مرة كانت تنزف بابتسامة، عاركت نفسي الطائشة و كسرت حاجز المستحيل…بعد شجار محتدم تقبل أنفي ببراءة وتنهال على نفسها بعتاب شديد،في يوم جرحها لم أكثرت، نزفت بشدة واحتاجت ضمادة كلماتي، لم أعرها أي اهتمام فماتت بنزيف الإهمال، ماتت ببؤس.

أخال نفسي غارقا في قارب العناد، أكتفي بكافيِّيني الصباحي وألتوي حول ذراع الدهر. طمس المشاعر يثير غضب القدر ويساوي كفرا في ديانة الحب و الوفاء… الخيانة لعبتي، أتلذذ في كل مرة أدخل فؤادا إلى دائرة الوحش الأسود، إلى دائرة الاكتئاب… وأنتهي في جلسة شواء مع قريني أتلذذ بقلب الضحية.

لم أعتد في الأساس على وخز مشاعرك، كان يقتلني الشك ويبعدني عن منطق الحياة، كل مرة أستهتر بعفويتي الزائدة وأتاجر في نصائح مهلكة.. ينتهي بي المطاف خارج دائرة الضوء وعلى مركزها سواد مُقوقع، كانت نقطة طفح الكيل، كانت دمعة تُفيضُ السّيْل..

متربع على عرش الغدر – الجزء الثاني

بابا لبير

أنا طالب السنة الأولى بكلية العلوم؛ شعبة رياضيات الإعلاميات, لكن شغفي بالأدب و الكتابة يضاهي شغفي بالعلم. كنت قد شاركت في عدد تظاهرات أدبية كانت محلية منها أو وطنية لعل أبرزها تحدي القراءة العربي الذي مثلت فيه جهتي وطنيا مرتين على التوالي حاصلا على المرتبة 11 و 14, مع أنني أشرع في إكمال روايتي المعلونة تحت " قطرات مطر متبخرة "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *