فاقد الشيء يعطيه

لا بد أن تكونوا سمعتُم من أحد أو قرأتُم مقولة “فاقد الشيء لا يعطيه” لقائلها.. يعني أن الشخص الذي يفتقد شيء ما لا يعطيه.. ربما هذا صحيح في بعض الأحيان وبعض الحالات.

لكن..
أنا شخصياً لا أومن بهذه المقولة ولدي قناعة بأنَّ فاقد الشيء يُعطيه وبشدّة، فإن “فاقد الشيء يعطيه بشغف كبير لأنه أدرى وأعلم بمرارة فقدِه وهو أحَنّ مَن يعطيه بالشكل الذي يتمنى أن يحصُل عليه”.

ذلك الشخص، قد يمنحك أحدُهم السعادة وفي داخله حُزن شديد، وقد يمنحك الأمل وفي داخله إحباط عميق، وقد يمنحك أحدهم النور وفي داخله عَتمة مُقفرة .. مَن قال إذن إنّ فاقد الشيء لا يعطيه..؟؟ ‏ بل أحياناً يعطيه بكَرَم وسخاء لا مثيل لهما… !!!

وعندما تساعد شخصاً أو تواسيه، يكون هناك طفل في داخل صدرك يتنفس بصعوبة ويهمس بصوت مرتجف ” وأنا أيضا “. المسألة ليست هنا، المشكلة أنك تستنزف كل قوتك عندما تحاول تحمُّل هذا الطفل وتهدِئَتَه، لذلك في كل مرة تتركه على حاله وتكتفي بتنهيدة ” يكفي أننا على قيد الحياةفمَهْمَا يكُن؛ لا تحكم على الإنسان من ضحكته فهُناك ضحكات تُخفي وراءَها رقصات حزنٍ كثيرة.
فالشخص الحزين إذا رأك متألّماً قد يبادر إلى أن يعطيك النصيحة ليرسُم البسمة على وجهك…
واليتيم رغم أنه لم يشعر بحنان الأبوة إلا أننا نجده يتصرف بكل ما تحمله معاني الأبوة
ومن يعيش فى المنفى هو أكثر شخص يشعر بقيمة الوطن…

ومَن حُرمت من نعمة الأمومة هي أقدَرُ مَن تُعطي مشاعر حب وحنان لمن يحتاجها ففاقد الشيء هو الأقدَر على دائماً يعطيه.
ومن خذله أصدقائه أو لا يملك أصدقاء هو من تجده يملك كل خصال الصداقة من إخلاص و وفاء وقلب نقي..
والفقير غالباً إذا رأى شخصاً محتاجا يساعده ويعطيه مما عنده حتى لو كان القليل أو يتقاسم معه ما يملك لأنه أعلم بحالها.
“‏عمومًا، فاقد الشيء يعطيه بإفراط.

فاقد الشيء يعطيه

Exit mobile version