طفولة على الهامش

طفولة مهدورة

لم يُخيَّر أحدٌ فينا بين أن يكون أو لا يكون عندما أتَيْنا إلى هذا الكون، كما أن لا أحد فينا اختار شكله أو عائلته أو حتى اسمه، نُخلَق متساويين إلا أن محيطنا الاجتماعي الذي نولد بداخله هو الذي يجعلنا مع المدة متفاوتين، هي ثقافةٌ ومعايير المجتمع المتعارف عليها مَن مِن شأنها الرفع من شأنك أو التبخيس من قدرك…..

يقال أن لكل منا قصته في هذه الحياة وكذلك هم الأطفال المتخلى عنهم، كتبت لهم الأقدار بداية مختلفة عن الأطفال العاديين، أبرياء حكمت عليهم الظروف العيش بدون أسرة، أطفال كانوا ثمرة علاقة عابرة عنوانها الحرام ومغزاها طفل سيعيش المرارة جراء ذنب لم يكن له فيه أي اختيار، طفل سينمو وحيدا مجبر على تحمل مسؤولية نفسه بنفسه، طفل سيواجه خيبته و ألامه بعقل يكاد لا يفقه إلا اللعب، طفل سيجرعه بعض بني الإنسان في كل يوم المهانة والذل والاحتقار، فهو طفل موسوم بالعار يلقب بـ” ابن الحرام “، دون معرفة قصته أو حتى التعرف على أخلاقه وخصاله، طفل عاش المر وسيعيش الأمَرّيْن في كل يوم، مُرّ وحدته ومر نظرة الآخر له باحتقار و في بعض الأحيان نظرة شفقة وعطف….

وكأنه هو من فضل كل هذا واختار عيش حياة لا يعرف فيها معنى الأم، فنطقها بالنسبة له كقول”صباح الخير” خالية من أي إحساس بالحب جافة من أي حنان… طفل لا يعرف ما هي صرامة الأب، لا يفقه معنى العيش دون خوف فهناك سند يسند ظهره عليه عندما تعصف به الأيام، طفل لا يعرف معنى أسرة و احتواء و لا حتى معنى أن لا تكثرت حتى وإنْ أجمع العالم بأكمله على نبذك فلك أبوَان… وكأن كل هذا الحمل الثقيل الملقى على كاهل طفل صغير ليس إلا بالقليل، حتى يحمله المجتمع أصابع الاتهام متناسيين أن الأبوان هما الوحيدين المتهمان، لذا فلنعلم أنهم أطفال أبرياء ضحايا وجب علينا الرأفة من حالهم لا تجريمهم وقهرهم لفعل لم يصدر منهم، بل وجب علينا الأخذ بيدهم مساعدتهم لتحقيق دواتهم حتى لا يكون غدا عالة على المجتمع، بل يصيروا فرد منتجا فعال مساهم في تنمية البلاد.

طفولة على الهامش

Exit mobile version