إرث “كاثلين ان كريكر”

الحب هو نور الحياة، سعادة تملأ القلب، فهو كموسيقى نغماتها تسري في الدم، ومفاتحها تحملك وتطير بك نحو السماء، وإيقاعاتها تغسل الروح، عندما نتكلم عن الحب لا نقصد دائما الحبيب أو الصديق أو الأقرباء بل حتى الأستاذ(ة) ،كالعادة يقول لنا أستاذ طلحة جبريل دائما عند انتهاء الحصة أنا أحبكم و هذه المرة أنا أقول أحبك أستاذي لأنك أنت من علمتنا معنى الصحافي الحقيقي.

تجربة جديدة نعيشها للمرة الثالثة مع أستاذنا، توجهنا هاته المرة نحو أشهر مقهى في البيضاء *ريك*، لم تكن البداية موفقة، فور وصولنا وقع أستاذنا على الأرض بسبب خيط رفيع كان جانب الرصيف أمام المقهى، ليس هذا فقط بل كان على يسار المقهى محل لإصلاح السيارات والدراجات وكلب نباحه قوي لدرجة قفزت من مكاني وسكبت الماء على جسد أستاذ، لذلك كانت أول عبارة قالها لي وهو مازحا “بداية جميلة معك يا مريم“.

المقهى كان مغلقا بسبب الإصلاحات، لكن كان من الضروري أخذ بعض المعلومات، ذهبنا مباشرة إلى الجهة الخلفية حيث يوجد المطبخ و بنصيحة من بائع السمك للمحل الذي يوجد في يمين المقهى.

عند الذهاب إلى الجهة الأخرى ستجد في طريقك أقدم مقر لحزب الاستقلال، أمامه حديقة كبيرة لا حياة فيها، و في أقصى يساره يوجد اسم الحي * درب سور الجديد* و مدخل لا مخرج فيه، ومجموعة من المنازل في كلتا الجهتين.

في أخر المدخل وجدنا المطبخ هناك التقينا بالحسين رئيس الصيانة، رحب بنا بابتسامة عريضة، سألناه عن إمكانية الدخول للمقهى، إعتذر لنا نظرا لوجود إصلاحات وقام بدعوتنا 15 يونيو يوم افتتاح المقهى.

في المقابل لم يبخل علينا بالمعلومات قائلا: أولا ليس مقهى بل مطعم، صاحبة الفكرة هي ‘كاثرين ان كريكر‘ التي كانت تشتغل في السلك الدبلوماسي، سمت المطعم ريك تيمنا بالفيلم الذي يجمع بين الحب والواجب الوطني إبان الحرب العالمية الثانية “ كازابلانكا“.

و صرح أيضا أن حسين السلاوي كان له الفضل بطريقة غير مباشرة في ترويج لمدينة كازابلانكا من خلال أغنيته ‘ مع المريكان‘،هذا ما جعل المدينة محط أنظار للأمريكان وزاد الاقبال عليها من طرفهم، وبعد رجوعهم لبلدهم الأم أخذوا فكرة عن المدينة تزامنا مع بداية هوليوود في الاربعينيات من القرن الماضي،و تم إنتاج الفيلم الحائز على ثلاث جوائز أوسكار، لمخرجه مايكل كورتيز من بطولة همفري بوغات (ريك) وإنغريد بيرغمان(إيلسا)،الغريب أن مكان المطعم لم يكن في المغرب بل في كاليفورنيا، لكن عند رؤية الفيلم لن تشعر بذلك نظرا لهيمنة التفاصيل والطابع المغربي في المطعم.

وتدور قصة الفيلم حول مغترب أمريكي يقع بين نارين، تتجلى في مساعدة حبيبته السابقة وزوجها الهارب من بلاده والفرار من كازابلانكا الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي.

و تقاسم معنا الحسين أيضا عبارة
*the dreams comes true” التي كانت ترددها كاثرين، من خلالها استطاعت أن تحقق حلمها بإنشاء مطعم بنفس مواصفات الفيلم حتى الموسيقى انتقلت من هوليوود و جاءت إلى المغرب، و بعد وفاتها أصبح عصام الشبعة هو مسيره.

العالم كله يتحطم ونحن نقع في الحب، العبارة التي قالها ريك ل ايلسا في فيلم كازابلانكا، وأنا أقول الأشياء الجميلة دائما لها قصة والفضل لكاثرين آن كريكر.

إرث “كاثلين ان كريكر”

مريم المازغي

طالبة في المعهد العالي للصحافة و الإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *