الأعياد الإسلامية في بلدان المهجر
قيود ومصاعب

يستعد المسلمون عبر مختلف أصقاع العالم للاحتفال بثاني الأعياد الدينية في الأيام القليلة القادمة، عيد الأضحى المبارك الذي تعتبر شعائره مقدسة لدى سائر شعوب العالم الإسلامي على غرار الأقليات المسلمة في بلدان المهجر خاصة الأوروبية منها.
غير أن الجالية المسلمة هناك تُجمع على صعوبة الاحتفاء بهذا اليوم المبارك -والأعياد الإسلامية عموما- بمختلف طقوسه، من تنظيمٍ لصلاة عيدٍ جماعية، وتطبيقٍ لسنة نحر الأضحية وفق الشروط الإسلامية وما يتعداها إلى تبادل التهاني والزيارات العائلية في ظل مجموعة من القوانين التى تعكف مختلف السلطات الرسمية هناك على فرضها عاما بعد آخر.
أولى هاته العراقيل هي عدم إعلان يومي العيد عطلة دينية مدفوعة الأجر على غرار بقية الأعياد الدينية الأخرى في تلك البلدان، وهو ما من شأنه حرمان العمال والموظفين وكذا الطلبة والمتمدرسين من أبناء الجالية هناك من التعرف والتفرغ لأداء شعائر النحر وإقامة صلاة العيد وتبادل الزيارات العائلية بهاته المناسبة؛ وقد أُثيرت هاته القضية في سويسرا في السنوات القليلة الفارطة وبشكل متكرر بُغية ترسيم يومي العيدين الإسلاميين كعطلتين دينيتن دون أن يصدُر قرار علني واضح من الجهات المسؤولة لحد الساعة..
كما لازالت الجالية المسلمة في كلٍ فرنسا و بلجيكا وبريطانيا تعاني هي الأخرى سنة تلو الأخرى من تضييق الخناق على المحتفلين بعيد الأضحى في ظل حظر الذبح بدعوى الرفق بالحيوان والدعوة إلى اللجوء إلى الصعق بالكهرباء أو التخدير، وهو ما يتنافى مع شروط الأضحية الجائزة في الشريعة الإسلامية…

أما بالنسبة للنمسا فقد خطت خطوات متقدمة بالمقارنة مع باقي الدول الأوروبية إذ تشارك السلطات الرسمية هناك الجالية المسلمة أجواء العيد من خلال إقامة حفل استقبال سنوي لممثلي الجاليات المسلمة وهو الأمر الذي لاقى استحسانا لدى الجالية هناك، غير أن الحقيقة الوحيدة هي أن أبناء الجالية المسلمة بصفة عامة يُعانون من قيود تعيق تأدية شعائر عيد الأضحى بحرية وهو الأمر الذي لا يمكن إنكاره خصوصا فيما يخص صعوبة استصدار تراخيص بالذبح، بالإضافة إلى العقوبات والغرامات المالية بسبب المذابح العشوائية أو الذبح في المنازل أو في الاحياء، ما ألزم أبناء الجالية على شراء الأضاحي المذبوحة والمسلوخة التي تقوم محلات الجزارين المعتمدين هناك بتوفيرها، رغم ما يؤدي إلى الإخلال بأركان وشروط عديدة من شروط الأضحية.
كما وتعاقب معظم الدول الأوروبية المخالفين لهذه القوانين بغرامات مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو والسجن لمدة 6 أشهر.
تعاني الجالية المسلمة في أوروبا حقيقة من قيود تعيق الاحتفال بعيد الأضحى والاستمتاع به كما هو الحال على أرض الوطن، لكن جهل الجيل الجديد من أبناء الجالية المسلمة هناك لأبسط مفاهيم الإسلام لا يوجه أصابع الاتهام إلى السلطات المسؤولة هناك فحسب، بل يلقي المسؤولية كاملة على عاتق جيل كامل من أبناء جالية حوّلوا عبادة النحر اقتداء بسنة نبينا الخليل إلى صدقة يتسارعون إلى تقديمها إلى إحدى الجمعيات الخيرية المسلمة هروبا من الركض خلف استصدار التراخيص وتكبد عناء الدخول في دوامة المسموح من الممنوع عاما بعد الاخر، وهو ما خلق للأسف جيلا لا يعرف من الإسلام غير اسمه، جيل يكتفي كل عيد بنسخ ولصق عبارتي “صح عيد” أو “عيدك مبارك” لا غير!