حبيبتي دولة

أضغاث أحلام

السعي والترميم لبناء معالم حبي ووفائي لها هو أساس عنواني.
والحرص والامتنان لحسن سير مؤسسات أرشيف ماضينا يبقى مآلي وطموحاتي.
وكل الوفاء لواجباتي تجاه دولتي المعشوقة يبقى تحت طائلة إلتزاماتي وتعهداتي
ولا أنا قادر ولو بخوض الجدال حول ثنايا صورها، ولا حتى إسقاطها تحت سقف تقييماتي
والظاهر أني أخشى عليها كما أني اخشى على نفسي منها، فالخشية والحذر منها جوهري وأساسي
فهي الحب والوفاء والحنان والماضي والارتباط والإنتماء وكل أنواع معالم صور إلتحاماتي وهيامي
وأمام هول التنازلات والتضحيات بمبرر الحب والارتباط وبكل تجلياته، فلم يشفع لي شيء أمام ملكتي
وهل علي الصبر على عذابها وتمديده كلما فقد الصبر صبره، مادامت تقع بيني وبينها وثيقة ارتباطي
وأني اصارح جهرا وعلانية أمام الميتين الأحياء وما بقي من الصم البكم العمي، إني أعاني من حمقات حبيبتي دولتي.
ومن لامبالاتها واقصائها ونكرانها وتهميشها وتضييقاتها وخدلانها وتقصيراتها وأخشى حتى من خياناتها
فلا تأتي تقول استعفف وكابر في صبرك واجتهد لفرض وجودك وذاتك فما نيل الحقوق إلا بالأماني
وتناسيت ألم فراقها وخصوماتها بعد السلسلة التحريضية من جيرانها وصديقاتها ومن العجوزة الشمطاء إبنة خالتها.
ولي كل الحق وبأصوله وآثاره، بأن أحرص على حبي وحمايته والعمل على صيانته وترميمه والسعي لضمان استمراريته رغم حماقاته المتعالية.
وفي الآن ذاته نقده والتظاهر ضده والمطالبة بالانصاف والمصالحة والاعتراف بالحقيقة عن آثار قساوة الفراق المركزي.
وما أنا هنا للترافع ولا بالابتزاز ولا هي دعوة مني بإجهار أصوات العشاق أمثالي قصد مساندتي في محني وآلامي.
بل مآلي هو الاعتراف وعدم الخضوع لمعانتي بالصمت والخنوع، بل المطالبة بالحقوق وحبي لك حق.
وحقي حقيقة وليس أماني كما اسلفت أعلاه، فأنا أطالب بحقي وبإنصافي وأنا له بالمرصاد، وإن أبى فإني له من المهاجرين المهجرين .
أم أنه علي النهوض من أحلامي وتطلعاتي ومن سيناريوهات الدراما التي خضت في رسمها، والاكتفاء بما هو آن.
فلا تصدقني أيها القارئ إن وُجِدْت أصلا بين سطوري، فحتى أنت من الملامين ما دمت انهيت كل اضغاث احلامي.

سفيان ناشط

باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *