أسود “وحيد خليلوزيتش”

بين الانتصارات وانتقاد الجمهور للأداء

بعد كل مقابلة يخوضها المنتخب المغربي لكرة القدم، يعود الحديث عن عدم اقتران النتيجة بالأداء الفرجوي المقنع، فرغم تحقيق المطلوب والإنتصار في المقابلة فإن الأخير يجب أن يكون مقترنا بالأداء وإلا فإنه لا يعني شيئا بالنسبة للسواد الأعظم من الجمهور المغربي الذي يعتبر جمهورا عاشقا للفرجة الكروية، بل هناك فئة منه تفضل الأداء عن النتيجة في حالات ما بحيث يتم ترديد العبارة الشهيرة “خسرو ولكن فرجونا”.


منتخب “خليلوزيتش”: نجاح الأرقام وضعف الإقناع
منذ حلول المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش بين ظهرانينا ماقبل كورونا لتدريب المنتخب المغربي الأول، يحقق المطلوب منه كأرقام؛ فقد حقق الفوز في عدة مباريات دولية ضد القوى الكروية التقليدية الإفريقية على غرار غانا والسنغال، وتأهل لكأس إفريقيا للأمم بالكاميرون 2021 وحقق التأهل مبكرا ومتصدرا لملحق تصفيات كأس العالم بحصص كبيرة في المباريات التصفوية والوصول مع المنتخب الوطني لترتيب أفضل 30 منتخبا في العالم، لكن فئة كبيرة من الجمهور المغربي لم تكن راضية على طريقة اللعب لسببين:

1- المقارنة مع فترة هيرفي رونار
أغلب منتقدي طريقة تسيير البوسني “وحيد” للمباريات يبنون انتقاداتهم انطلاقا من الحنين لفترة الفرنسي “هيرفي رونار” المتسم عهده حسب تعليقات البعض منهم بفيسبوك مثالا لا حصرا، بالنتيجة المقرونة بالأداء في المباريات، وهو الشيء الذي ترفضه الفئة القليلة الداعمة للمدرب “وحيد” التي تعتبر أن النتيجة أهم ما في المباراة، نفس الفئة تستدل بتجارب سابقة قدم فيها الأسود أداءً فرجويا كبيرا وفشل فشلا كبيرا رغم ذلك في تحقيق النتائج المنتظرة.

2- عدم استقرار التشكيلة وإبعاده لاعبين مهمين
بعد توقيع ” وحيد” عقد تدريبه للمنتخب المغربي سنة 2019 خلفا للفرنسي هيرفي رونار، وجد خط وسط ودفاع بأكمله على مشارف الاعتزال، وهو الخط الدي كان يضم خيرة اللاعبين قاريا مثل امبارك بوصوفة وكريم الأحمدي ومهدي بنعطية، وكان أمام تحدي إيجاد من يخلفهم إلى جانب ضخ دماء جديدة في باقي المراكز، لكن ما جر على المدرب البوسني الانتقادات الشرسة عدم استقراره على تشكيلة قارة رغم مرور ما يقرب من الثلاث سنوات على توقيعه العقد، ففي كل مباراة يتم تجريب خمس إلى ست لاعبين جدد، قبل الاستقرار نسبيا على تشكيلة واحدة في الثلاث مباريات الأخيرة ضد كل من غينيا بيساو ذهابا وإيابا وغينيا، كما لم يتقبل الجمهور المغربي أغلبه صراعه مع لاعبين كانو يشكلون العمود الفقري للمنتخب في عهد “رونار” مثل ” حكيم زياش” و”حكيم مزراوي”رغم تقديم المدرب دوافعه لإبعاده بكونهم ادعوا الإصابة في وقت سابق.

مدرب المنتخب الوطني المغربي الوسني وحيد خاليلوزيتش

تجارب سابقة فاشلة للأداء الفرجوي
يعرف المنتخب الوطني المغربي على المستوى القاري بكونه أحد المنتخبات التي تقدم مباريات فرجوية وتتوفر على لاعبين من مستوى عالي، وهو مايفسر أيضا عدم رضا الجمهور المغربي على الأداء مؤخرا رغم تحقيق الانتصارات؛ لكن هل حقا التاريخ يدون الأداء الفرجوي أكثر من النتيجة؟ تستدل الفئة المؤيدة لفلسفة “وحيد” في التدريب بمباريات سابقة للأسود حضرت فيها المتعة وغابت عنها النتيجة.

قدم أسود الأطلس في كأس إفريقيا 2012 بالغابون مباراة جد راقية أمام منتخب تونس، فعل فيها كل شيء وقدم كرة قدم ممتعة وسيطر طولا وعرضا أمام خصم لم يفعل شيئا في المباراة وظهر بشكل هزيل، لكنه استغل الأخطاء القاتلة للاعبي دفاع ووسط الأسود وفاز علينا بهدفين لهدف ليتم إقصاء المنتخب لاحقا من الدور الأول.

كان المنتخب الوطني من ضمن المنتخبات أصحاب الأداء الأمتع في مونديال روسيا بشهادة عدة مدربين، لكن التاريخ سيذكر أن المنتخب خرج من الدور الأول في المركز الأخير رغم تقديمه مباريات ممتعة أمام إيران والبرتغال وإسبانيا؛ نفس اللعب الجميل المقترن بسوء إدارة المباراة ظل مرافقا للأسود في كأس إفريقيا 2019 بحيث أقصي أمام منتخب بينين في دور ثمن النهائي.

يتوفر المنتخب المغربي على كأس إفريقية وحيدة بالنظام القديم فاز بها سنة 1976، مما يعني عدم مشاهدة الجيل الجديد من الجمهور منتخبه وهو يحمل الكأس ويمني النفس بمشاهدته متوجا بلقب النسخة القادمة.

أسود “وحيد خليلوزيتش”

Exit mobile version