ما الحب بعد الأذى؟ [ الجزء الأول ]

لما انتحال دور البطولة حينما لا نقوى على المسؤولية إذاً؟
أتحسبن الأمور تبقى قائمة على حالها؟ أتخال أن كل شيء سرمدي؟ لا وألف لا. الزمن يغير أشكال التلال فكيف يستعصي عليه قلب آدم وحواء؟

بدءا بأقربهن لي ، قد تكون صديقتي أو خالتي أو عمتي ، لا تهم صلة القرابة بيننا بقدر ما يهم كنه القصة ومآلها.

ابتدأت حكايتها حينما لم تقرر خوض غمار العشق، بل وبالصدفة التقت بتوأم روحها ، فخضعت لسلطان الهيام ونطق قلبها باسمه ( كلام معسول ، أنت النور الذي أنار دربي عبقا….) كان يبادلها الإحساس كذلك ، أو ربما كان يتقمص دور العاشق الولهان. مرت خمس سنوات في سكينة لا مثيل لها ، وكأن الحياة اختارت أن لا تبث في حياتهم الحزن والشجن : ليال رومانسية ، جلوس تحت ظلال الزيزفون ،تماما كما كانت ماجدولين واستيفن يفعلان سلفا. قررت الحياة أن تهدي الزوجين ثمرة حبهما ،ولدت اسمهان و مات الحب ، كيف؟
تخلص العاشق الولهان من قناعه ،بدأ يتلاشى اهتمامه شيئا فشيئا ، حاولت أم اسمهان أن تستسفر عن سبب الهجران.


في إحدى ليالي أبريل الليلاء ، تأخر العاشق فلم يعد للبيت ،بدأ الخوف يعتري وجدان أم اسمهان ، مرت الثانية عشرة ليلا لكنه لم يعد بعد.

ضاق قلبها وانطفأت جذوته ، فقررت الخروج لتبحث عنه ، سألت من يعرفه ومن لا يعرفه ، القادم والراحل. في لحظة رَنَّ هاتفها ،
– ما هذاالرقم الغريب؟
-ألو سميحة ، لا تقلقي أنا رضوان زوجك ، لقد تركت البلد وأنا الآن عند أخي في اسبانيا ، سأبقى لمدة قصيرة هنا أو ربما طويلة…. وداعا ، التغطية هنا ضعيفة!
-ألو ،ألو رضوان….

متسمرة ، وقفت سميحة وسط الطريق والسيارات يبعثن إشارات لتبتعد ، إنها هائمة.، كيف جشمت نفسها العيش معه؟ كيف سمحت لقلبها أن يكابد هذا الحب الزائف؟ ما عن اسمهان؟ ذاك الملاك الصغير ، لم تسجل حتى في الحالة المدنية ، رحل ولم يعترف حتى بابنته ، كيف ستكبر وسط قريناتها دون هوية؟ أهي لقيطة لكي تحرم من حقها الأبوي؟


ضاقت الأرض بسميحة وباتت أضيق من كفة الحابل في عينيها ، دقيقة مرت وأدركت سميحة أنها تمنع السيارات من المرور ، مسحت دموعها المنهمرة وابتعدت لتقف حينها على حافة الطريق.
-كيف يفعل هكذا ؟ كيف يهجرني وابنته ؟ ماذا عساي أن أفعل يا رباه؟…
بعد كل ما هاته الأسئلة التي لا جواب لها. سقطت سميحة وتضعضعت أرضا غير واعية بما يحدث.
احتشد الناس عليها (من هذه؟ ماذا حصل لها؟….)


…..يتبع

ما الحب بعد الأذى؟ [الجزء الأول]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *