استقلال المغرب من الناحية الفلسفية

هل فعلا المغرب بلد مستقل؟

السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛

نتقدم اليوم عن الحديث عن شيء يهمنا في حياتنا، هويتنا وتاريخنا ومجدنا وطموحنا نحو الاستقلال من جميع العلاقات الأوروبية أو الأمريكية من جهة ومن مفهوم الاستقلال من منظور المغاربة باعتباره إستقلالا يوحد التراب الوطني من مجهودات شعبية على الأكثر، ولا ننسى مجهودات المغفور له الملك محمد الخامس مرفوقا بعده بابنه الحسن الثاني طيب الله ثراه.

إن مفهوم الاستقلال يستوقفنا عن الحديث عبر مضامينه الباطنية والماورائية؛ فبالنسبة لكلمة استقلال فهو مجرد حبر على ورق تتداوله الصحف المجلات إلى غيرها من الإشعارات التي تزرع في نفوس المواطنين الجهد المثابر الذي بذله كل فرد من المجتمع المغربي من مختلف النواحي لاسيما المادية والصحية والتاريخية رغم عوز المواطن المغربي ومعاناته الفقر، ومن هذا المنتسب ورغم كل هذا تستقطبني فكرة أن الاستقلال هو استغلال ما ورائي لايرى في الإشعارات بل يتداوله رؤوس الكبار الساهرين حول أمن وسلامة البلد.

نقف هنا عند هذه النقطة التي لامستني كثيرا في الإذاعات في الأخبار ولاسيما في محاضرات العلاقة الدولية التي تقف عند هذا الحيز الغائب في الدول العربية رغم امتلاكها النفط والبترول والغاز وغيرها من الثرواث لكنها رغم كل هذا تفقد الأمن والسلام للمواطن، في حين أن المغرب لايمتلك شيئا من استراتيجيتهم المحصنة لكنه ينعم بالأمن والسلام، هذا مايتكلم عنه سائر السفراء المغاربة والدبلوماسيين حول نقطة استقلال المغرب، فأين نقطة استغلاله؟

فيلم تلفزي عن استقلال المغرب

يبقى هذا السؤال حيز التفكير ليدفعني للاستعانة بمقولة فيلسوف المطرقة نيتشه الحقيقة وهم ناتج عن جهل بالأسباب، ومن هذا المنطلق تبدأ بوادر ونقط اكتشاف أشياء غامضة غير ملموسة في حياتنا الواقعية انطلاقا من مفهوم الاستقلال أو الحرية الذي يعبر عن تحرر الشخص من شيء يٌفقده جميع الثوابت الإنسانية بشكل نهائي. ومن هذه الفكرة تتمثل في أذهاننا رابطة الوصل بينه وبين استقلال المغرب فنلاحظ عدم اكتمال مفهوم الفكرة مع واقع المعطى في وثيقتنا الاستقلالية باعتباره مرادف الحرية، وهو ناتج عن جهل بالأسباب التي دفعت فرنسا لإخماد الثورة المغربية والسماح للمغرب بإعلان استقلاله على مرأى من أعين الناظرين المتابعين ولكنها أغفلت عن الشعب هذه النقطة التي بادروها تحث الطاولة لتبدأ بعد ذلك إعلان فرنسا بدايتها لاستغلال ثرواته السمكية والباطنية وغيرها لتدخل بعد ذلك في علاقات دولية بينها وبين المغرب في مختلف المجالات الاقتصادية التاريخية والاجتماعية والدينية والسياسية؛ وفي هذا يكون المغرب في بدايته لا يدخل في علاقات دولية بل في علاقات مستعمر بمستعمرة.

استقلال المغرب من الناحية الفلسفية

عبد الله بن تاويت

كاتب وشاعر ومدون ومحلل فلسفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *