الإعلام البديل – الجزء 1

المهنية تطرق باب الواقعية

“إخبار الناس بأخبار الناس”
بإيجاز هذا هو التعريف الكلاسيكي لماهية الإعلام وأساس نشأته، لكن مع تطور الحياة وتشعب مناحيها تغير الإعلام بدوره وساير هذه التحولات، بحيث تعددت أجناس الصحافة وتنوعت مصادر الأنباء سواء السمعية والبصرية أو المكتوبة، في حضرة إعلام الدولة الرسمي (التلفزيون والإذاعة) وصاحبة الجلالة (الجريدة) سواء حزبية أو مستقلة، ورغم كل تحولات حقل الصحافة ظل في دوره التتقليدي والأولي، الإخبار وتحرير المادة الصحفية بعناية قبل بلوغها للمتلقي القارئ المستمع و المشاهد.

“الثورات السياسية، وفاة الخبر الرسمي وميلاد المواطن الإعلامي “
إبان اندلاع الإحتجاجات السياسية قبل عقد من الزمن في عدد من الأقطار العربية، ظهر للوجود صنف مغاير للإعلام أو الإخبار لايشترط فيه على من سيزاوله التقيد بقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة، يكفي فقط توفر أي شخص وهو قريب أو وسط حدث ما على هاتف عليه عدسة كاميرا يوثق بها مايجري أمام نظره، وهذا ماحصل تحديدا في البلدان التي عرفت أحداثا دموية بعدما تجاوزت الأمور حدود الاحتجاج السياسي السلمي إلى النزاعات المسلحة.

صورة تعبيرية

هذا التوجه الإعلامي البديل وإن كان يفتقد للمهنية في نقل الأحداث إلا أنه سمح للناس بمشاهدة الوقائع كما جرت وبذلك انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة المواطن “الصحفي” الذي يصور مايجري كما هو دون أن يحتاج في ذلك لترتيبات معينة لذلك، فيتم تصوير للحدث على حاله دون تقرير أو توضيب.

ويمكن الجزم أن المواطن حجر الزاوية في اشتغال الإعلام البديل لأن قنوات الإعلام الرسمية متصلة أكثر بصناع القرار وأخبار الواجهة وإن كان التوجه التقليدي بدوره نزع نحو تبني برامج يجاري بها مد وانتشار الإعلام منصات التواصل، إلا أن مناقشة الأحداث والقرارات على هاته الشبكات صنعت للأفراد فضاء أوسع لنقاش لا يحد من حريتهم، كما أن النقاش أو الخبر متاح وقتما شاء وكيفما أراد الشخص دون قيود للمواد والأخبار والمتابعة.

لايمكن إنكار دور الإعلام البديل في تقريب الخبر من الناس وتفاعلهم معه ومناقشتهم لمايجري على نحو أفضل، لكن هذا القرب الإعلامي رافقته أعطاب واختلالات لا حصر لها، وربما نتساءل اليوم هل الإعلام البديل أصبح عالما رقميا عليلا؟

يتبع…

الإعلام البديل – الجزء 1

Exit mobile version