العجوز الطفلة

قصة حقيقية

زرت بعض أفراد العائلة، وعندما كنت ألقي عليهم التحية وجدت امرأة عجوزا بينهم، أردت أن أحييها أيضا لكنها لم تكن تشبه العجائز، كانت تضحك كما الأطفال، عندما مددت يدي مدت لي وجنيتها كطفلة صغيرة….
لم أفهم أبدا…

وبعد جلوسنا، كنت ما أزال أسترق النظرات لتلك العجوز-الطفلة، رأيت المرأة التي بجانبها تمد لها المِرضعة وتحملها بكل شغف وحب تماما كما الأطفال..
بل تعدى الأمر ذلك، كانت تلاعبها وتتصرف معها تماما كطفلة صغيرة، لم أستطع أن أصمت أكثر من ذلك، وسألت المرأة عن تلك العجوز- الطفلة.
ثم بدأت تسرد علي القصة، كانت تلك العجوز – الطفلة هي والدتها، وكلما تقدمت في العمر كلما تصرفت كما الأطفال، لم أستغرب من ذلك أكثر مما استغربت من تصرف الابنة، طريقة إعطائها الطعام واللعب معها وممازحتها بذلك الشكل…
ليست لكل الناس القدرة للتعامل مع الآباء وكبار السن كما تلك الابنة، كانت صبورة جدا، لقد تحولت من كونها ابنة -لتلك العجوز- إلى كونها أمها، هكذا دارت الحياة وتقلبت الأدوار..

العجوز-الطفلة-1
صورة تعبيرية

أحببتها، أحببت تفانيها وحبها وصمودها، قالت:
“كانت أمي والآن هي ابنتي، يسعدني أنني أعيد لها ولو جزءا صغيرا مما منحته لي في طفولتي، إنها متعلقة بي أكثر من أي شخص آخر، إنها تذكرني تماما بنفسي كما كنت معها، إنني أفعل كل هذا يحب، أحيانا أكون حزينة وبتصرفاتها تقلب مزاجي رأسا على عقب، إنها كما منحتني، الحب والعطف والاهتمام في صغري، ما تزال تمنحني البهجة والسعادة في كبري”.

كانت درسا في بر الوالدين، فبالرغم من حياتها المكتظة وكونها تملك مسؤولية عائلتها الصغيرة وبيتها، إلا أنها ما تزال أما رائعة لأمها.

العجوز الطفلة

حسنية يقضان

حسنية يقضان مدونة وباحثة في القانون الدستوري وعلم السياسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *