أنت هي أنا

حوار مع الذات

وفجأة شعرت بالوحدة كما لم يسبق أن حصل معي، أردت أن أحادث شخصا قبل أن يصيبني الجنون، تفقدت لائحة الأسماء في هاتفي لكنني لم أجد من يمكنه تحمل مزاجيتي…
ارتديت ثيابي على عجل، وخرجت للشارع، أبحث عن شخص أحادثه، فالتحدث إلى الغرباء أحيانا أفضل بكثير…

كنت أمشي بجانب إحدى المتاجر، عندما رأيت فتاة تلبس مثلي، كان موقفا جميلا، مع أن النساء غالبا لا يفضلن ذلك إلا أنني ضحكت وضحكت الفتاة أيضا…
قلت لها: نحن نلبس نفس الثياب
هي: نعم، هذا يعني أننا نملك ذوقين متشابهين
أنا: نعم، هل تصدقين أنني لم أعتقد أبدا أنه قد يشاركني أحد ذوقي الرديء والفوضوي؛ هذا كما يخبرني الجميع
هي: بالعكس، ذوقك جميل جدا لا تصدقيهم
أنا: هل تصبحين صديقتي؟
هي: سأكون سعيدة جدا بذلك.

أنت-هي-أنا
صورة تعبيرية

أنا: هل تعيشين في هذه المدينة أم أنك زائرة لا غير؟
هي: بل أعيش هنا، وأنت؟
أنا : وأنا أيضا أعيش هنا، هذا يعني أننا سنلتقي كثيرا
هي: نعم، طبعا يمكننا اللقاء دائما.. في أي وقت تشائين وفي أي وقت أجد فيه متنفسا.
أنا: قبل اللقاء بك، كنت أشعر بالوحدة وعدم الرضى عن الحياة لكنني الآن سعيدة أنني وجدت شخصا أحادثه
هي: أنا أيضا لطالما كنت وحيدة، لكنني أصبحت أملك صديقة من اليوم فصاعدا.
أنا: غريب فعلا، ليست ثيابنا فقط التي تتشابه، بل حياتنا أيضا ووجهانا، أنت مثلي تماما، بل، بل أنت أنا…

وقبل أن أكمل حديثي الشيق مع تلك الفتاة، تحدث صاحب المتجر بصوت جهوري:
هيييه أيتها الفتاة المجنونة، ابتعدي عن متجري هيا وكفاك تحدثا للمرآة.

أنت هي أنا

حسنية يقضان

حسنية يقضان مدونة وباحثة في القانون الدستوري وعلم السياسة

‫3 تعليقات

  1. سرد جميل النظم جدا. وفحواه وكذلك مبتغاه… موفقة أختاه فالقادم أم هذا فقد وفقت بفضل الله…ونحن في انتظار المزيد من الأنا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *