متلازمة فشل

الفشل فرصة لتجربة طريق اخر

كثيرا ما سمعنا عن قصص الفشل في مجتمعنا، دائما يقال: “فلان درس وإجتهد ولم يحالفه الحظ ،فلان تعثر في بداية مشواره الدراسي أو المهني …” ،كأننا نلاحظ تكرار صور الفشل في كل مرحلة من مراحل الحياة ،للأسف يربط البعض الفشل بأنه عجز عن العطاء وعن النجاح أيضا ،يرونه قيد مدى الحياة، وأنه متلازمة ترافق الفرد في حياته، وينسون أن معظم الناجحين في كل مجالات الحياة مروا بأزمات فشل ولكنهم لم يستسلموا لفشلهم بل تغلبوا عليه، يمكن القول في هذا الصدد أن السقوط ليس عائقا أمام الشخص لأنه بمثابة تجربة شخصية لتذوق الحياة بطعم التحدي وتحقيق النصر، كلما تمكنا من فك تركيبة الفشل سنتمكن من تجاوز العثرات والثغرات التي تعترض حياتنا، لأنه دائما يقال في مجتمعنا :” أنت فاشل إذن أنت عالة على المجتمع، أنت غير فعال في هذا المجال، ليس لديك ما يكفي من التجارب لتواجه فشلك “.
علاوة على ذلك الفشل لم يكن نهاية لأشياء بل هو بداية حقيقية للتغير وللبدء من جديد، نفشل لنجرب حياة أخرى، لنبحث عن ذواتنا ونوقف عجلة الزمن للحظة، لنرى مايخفيه الفشل، لنولد مرة أخرى، لم يكن الإخفاق ذريعة لنبقى مكتوفي الأيدي نتحسر على مامضى، لأن كل قصة نجاح تمر بلحظات ضعف و إنتكاسة، وفي هذا السياق يقول الكاتب هنري فورد:الفشل ليس سوى فرصة لتجربة طريق آخر” لأنه بكل بساطة مرحلة مؤقتة تجعلنا نرى الفشل من زاوية الأمل ونستشعر ضعفنا، وننهج مسارات أخرى لنحقق التوفيق في كل مناحي الحياة، على العكس من ذلك يجب أن نكتفي من تعظيم وتهويل صور الفشل التي نشاهدها عدة مرات في حياتنا اليومية،لأنه عبارة عن حالة عابرة لنمضي قدما نحو الأمام، ونراهن على مستقبل أفضل، لأن لولاه لما كان للنجاح معنى، نفشل وننجح، نتعثر وننهض، وهنا نخلص أن السقوط قصة نستخلص منها الكثير من العبر التي تجعلنا ننظر إليه من منطلق عقلاني نحاول من خلاله فك لغزه، وتعلم المزيد من الصبر والتأقلم مع متطلبات الحياة ليتحول إلى تجربة ذاتية يستطيع من خلالها الإنسان الفاشل أن يعبر إلى قنطرة النجاح، وذلك من خلال ترتيب أولوياته في هذه الحياة والخروج من دوامة الفشل التي يتخبط فيها، لأنه سيجعله أكثر خبرة ومعرفة بأسباب النجاح.

متلازمة فشل

Exit mobile version