لماذا لا تختارون من يعشق الطب؟

آهات من قلب عاشقة للطب لم يُكتب لها مزاولته

كباقي الفتيات وككل الأشخاص، كان لدي حلم ألا وهو الطب… لم يكن فقط حلما بل كان ذلك العشق الكبير؛ لقد كنت كلما رأيت طبيبا أو ذكر شيء عن الطب أشعر بالحماس والفخر لأنه كان حلمي…

هذه السنة حصلت شهادة الباكالوريا ولكن ليس في دورتها العادية بل الاستدراكية… كي أكون صريحة كانت صدمة قوية لي لأنني كنت أريد أن أصبح طبيبة ومعدلي لم يسمح لي بهذا… لو أنهم لمرة واحدة سألوني لماذا أريد أن أصبح طبيبة كان جوابي سيفي بالغرض ولكن للأسف! لقد حاولت أن أنسى كل هذا وأن أستمر للأمام فطرقت باب الجامعة واخترت من التخصصات تخصص البيولوجيا علني أجد ضالتي هناك أو شيئا يذكرني بالطب…

الكل يقول لي أن الخير فيما اختاره الله لنا، لا يعرفون أن هناك بعض المهن لا نختارها لكي توفر لنا لقمة العيش فقط بل كي نساعد بها أشخاصا ذاقوا مرارة الانتظار وخصوصا في الطب كما أقول دائما: “الطبيب الحقيقي يكمن دوره الأساسي في التوعية” ثم يأتي دور التشخيص والعلاج، فكيف تريدون إذن من طالب لا يحب الطب أو أنه دخله لكي يكتب قبل اسمه دكتور أو لمكانة الطبيب المجتمعية فقط… فكيف إن جعلنا ممن يعشق الطب يصبح هو الطبيب؟ كان سيتغير الكثير في القطاع الصحي.

المعدل الذي تحصلت عليه لا يؤكد أنني شخص فاشل لأن الأسباب والظروف كثيرة ومتنوعة… أنا الآن لم أتخلى عن حلمي بأن أكون طبيبة متفوقة ولازلت سأقاتل كي أحققه حتى وإن أصبح عمري تسعين سنة لأن الأمل لم يفارقني والحنين للطب لازال يسكن قلبي.

مهنة-الطب
صورة تعبيرية

لدي فقط سؤال واحد: لماذا لا تختارون من يعشق الطب؟ هل تظنون أن كل من لم يحصل على العلامة التي حددتموها للطب أنتم هو فاشل ولا يصلح لأن يكون طبيبا؟ بالله عليكم أين أنتم من الذين يفهمون أن لكل شخص ميوله الخاص لمجال يرى بأنه سيكون من الذين يساهمون في تعلية أفقه ورسم معالمه… نحن الآن بحاجة للطبيب الذي يعشق كل شريان وكل كرية حمراء، نحتاج لطبيب يعرف لغة الحوار ويبرع في جميع المجالات كي يبدع في الطب ويعطي له نكهة خاصة، فالمريض بدوره لا يود أن يأخذ الدواء فقط من الطبيب بل وابتسامته أيضا… ولأن لكل فعل رد فعل والأكيد أن المريض عندما يرى الطبيب يبتسم و يقول كلمات مشبعة بالأمل سيطيب دون شك… هكذا هي الحياة يجب أن نختار الشخص المناسب في المكان المناسب، لأن أساس كل ازدهار في مجال ما راجع لكفاءة الشخص واستحقاقه لذلك المنصب، ومن المؤكد أيضا أنه سيبدع فيه.

ربما قد بدأنا الحديث عن الطب ولا يجوز لنا أن نختم الحديث دون أن نودعه، لأنه ليس حلما فقط بل عشق لا ينتهي أبدا، ولو لم يكن الشغف له لم أكن لأحمل قلمي وأكتب كلمات خطت من قلب مليء بالأمل وحب مجال أهم شيء فيه إنقاذ حياة الإنسان…

لدينا في الطب مباديء كثيرة وأهمها أن الطبيب يجب أن يعالج الصالح والطالح والعدو والحبيب، وكل شخص هو بحاجة ليد المساعدة… لهذا يجب أن يكون الشخص المناسب للطب هو الطبيب نفسه.

لماذا لا تختارون من يعشق الطب؟

مريم الكربة

طالبة بيولوجيا، عاشقة الطب،كاتبة و مدونة لدى منصة معاني... أهتم بالتطور الطبي والعلمي...وأحب المسرح

‫5 تعليقات

  1. اتمنى ان يحقق الله حلمك و حلمي يا عاشقة الطب …..ربما حلمنا انيق يحتاج بعض الوقت ليتجمل لرؤيتنا ….

  2. مقال أكثر من رائع عزيزتي مريم حقق الله حلمك و جعلك خير طبيبة حقا تستحقين لأنك تملكين أخلاق عالية و حب الآخرين👏♥️🌺

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *