الإعلام البديل – الجزء 2

المهنية تطرق باب الواقعية

لا غرو في أن منصات الإعلام البديل يسرت -كما ذكرنا في الجزء الأول– إمكانية بلوغ الفرد للأخبار والمعطيات دون قيد أو شرط؛ فلم يعد أي منا مجبرا أن ينتظر ماسيصله من غرف الأخبار ليكون على دراية بما يجري في محيطه أو في العالم كافة.

الإعلام البديل كسر سردية أو نمطية الخبر في قالبه التقليدي ومنح لنا فضاءا شاسع تتجدد فيه الأنباء والأحداث في كل ثانية، إلا أن كل هاته المحاسن لم تحجب مساوئ شبكات التواصل الاجتماعي التي انتشرت خاصة بعدما زاغت هاته الفضاءات عن أدوارها التي نشأت لأجلها.

لا يمكن لنا اليوم حصر سلبيات تطبيقات التواصل الاجتماعي فهي كثيرة منها ماهو صحي-نفسي أو اجتماعي، لكن ما يعنينا نحن تحديدا تلك الآثار أو الأدوار السلبية في الشق المرتبط بالأخبار وإيصال المعلومة للمتلقي.

“آفات بين ثنايا الخوارزميات”

قلة الأخبار وشح المعلومة لم يكن يسمح للناس في ما مضى بأن يكونوا جميعا على اطلاع بكل شيء، وبذلك كان يغيب أو يخفت النقاش في أوساط الرأي العام والشارع حول عدد من القضايا المهمة، لكن الخلل اليوم قد يكون بسبب غزارة الأنباء، ورغم ذلك الكم الهائل من التفاعل فإن عدد من الأحداث المهمة والوقائع ما إن يتداولها الناس ويتفاعلون معها لوقت قصير حتى يمحوها الزمن من ذاكرتنا الجماعية، لنجد أنفسنا أمام حدث أو قضية أخرى جديدة في كل مرة نتفاعل معها ثم ننساها، وهكذا دواليك.

الإعلام-البديل-1
صورة تعبيرية

توجيه الرأي العام بالأخبار الممولة على صفحات أو حسابات خدمةً لمآرب ذات بعد سياسي فذ، وعادة ما يحصل هذا عند اقتراب المواعيد الانتخابية؛ هذا التلاعب الرقمي ومحاولة الثأتير على الناس في اختيارتهم وميولاتهم السياسية يحدث في مختلف أنحاء العالم حيث أنه في أعرق الديمقراطيات يتم الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي في القيام بهكذا أمور، ومن شاهد وتابع الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الحقبتين الأخيرتين –دونالد ترامب 2016 ثم جو بايدن 2021- سيفهم إلى أي حد لعبت وسائط الاتصال (فايسبوك Facebook وتويترtwitter) دورا مهما وقتها هناك، ومدى ثأتيرها عبر الأخبار والمعلومات في تلك الانتخابات.

في الإعلام التقليدي، حينما تسمع أو تشاهد -خاصة في محطات الإعلام الرسمي- نعي شخص توفي فلامجال حينها لتكذيب الخبر أو الشك فيه، على خلاف منصات التواصل اليوم التي سهلت انتشار الأخبار الزائفة والإشاعات في جميع المواضيع؛ وإذا عدنا لبداية انتشار جائحة كورونا في الأشهر الأولى من سنة 2020 سنتذكر أن العالم كان في مواجهة عدوين اثنين: الفيروس الذي امتد وانتشر، والإشاعات حوله كذلك.

الأساس المشترك، أو ماينبغي اتخاذه معيارا سواء في الإعلام التقليدي أو البديل/المعاصر أو هما معا عبر الفضاءات الرسمية (المواقع والصفحات) للإعلام الكلاسيكي، هو مدى مصداقية الخبر وحقيقة مايقرأه أو يشاهده أو يسمعه المتابع، وإن اختلفت المراحل وتباينت الوسائل فإن الصدق أصل في كل زمن.

الإعلام البديل – الجزء 2

بلال أمجاهدي

بلال أمجاهدي مواليد سنة 1994خريج جامعة عبد المالك السعدي مدون وباحث في ميدان الإعلام الٱلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *