القليل منك كان ليسعدني

القليل_منك_كان_ليسعدني

كانت مجرد رسالة تأتيني منك بغتة قادرة على أن تسعدني وأن تقلب موازين قلبي من شجن إلى فرح فيطير فؤادي كعصفور إلى أعالي السماوات، مستنشقا عبير الحرية مغردا برنين السعادة ينشد موسيقى الهُيام تطرب له آذان كل عاشق.

فقط رسالة منك كانت لتغير كل حياتي وتخرجني من ظلمات الوحدة إلى نور المحبة الساطع. كنت أنت الوحيدة القادرة على تغيير نمط حياتي، ذلك النمط اللّعين الذي طال به الأمد مستقرا في عالمي حتى كاد ينهيني لو لا صبري و مشيئة ربي.

كنت أنت المفتاح، مفتاح سعادتي اللحظية والأبدية، لكنك لم تكثرتي وضربت بتعنتك عرض الحائط ورحتي غير آبهة للحرب التي قمت بإشعالها بين ثناي ضلوعي، تلك الحرب التي كنت فيها أنا الخاسر الوحيد، أنا المنهزم الذي حاول وحاول كثيرا كي يخرج بأقل الخسائر منها ولم يقدر، حتى كاد في بعض الأحايين أن يخسر نفسه لكن المشيئة الربانية حالت دون ذلك.

كيف يحدث لنا هكذا؟ وكيف نربط سعادتنا برسالة أو نظرة أو كلمة أو ابتسامة أو إشارة؟ كيف يحدث كل هذا في وقت قصير؟ وكيف يكون وقع الكلمة التي تنطق من المحبوب على القلب وقع البلسم إن هي جميلة التعبير ووقع السهم في القلب إن هي خيبت الآمال؟

كيف نسجن داخليا ولو أن الخارج حر طليق؟ كيف نموت شوقا حتى يهن العظم وتقل قوانا الجسدية؟ كيف يحدث كل هذا في رمشة عين أو بالأحرى كيف تأتينا بكل هذه المصائب نظرة عين؟

في أهم لحظات حياتي لم تكوني وحتى في أسوئها كان الغياب عنوانك
دام لك الغياب

القليل منك كان ليسعدني

الجيلالي رفيق

طالب مجاز في الدراسات القانونية و أدرس العلوم السياسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *