الغروب

تغرب الشمس هذا المساء على إيقاع من الشوق والحنين، كل شيء في هذه المدينة يذكرني بك، أصوات الطيور المحلقة في السماء، وكذلك أمواج البحر الهائجة، الصخب الذي يعانق الليل في مسارات ملتوية، حتى النساء الجميلات أكاد في كل مرة أن أقف أمام إحداهن ظنا مني أنها أنت، فلا أحبس نفسي حتى أجدني قد تهت في شوارع وأزقة لا علم لي بها في مدينة غريبة.

في كل مساء من المساءات لم أعد أستطيع إيقاف نفسي عن حضور منظر غروب الشمس، إيمانا مني بأن شمس الغروب في ذلك الجو الساحر قد يحمل منك لي أملا وبشرى، حتى إذا ما يئست من شمس الغروب البرتقالية، حدقت مليا في السماء، لعلي أجد سربا من الحمام يوقظ حماسي ورغبتي.

اقرأ أيضا: الغروب الأخير https://zawayablog.com/8867/

أحاول عبثا في تلك اللحظات القريبة من الغروب أن أوازن بين الرشفة والنظرة والحرف، فالدقة هنا أمر لازم، الشمس قد تغيب، والقهوة قد تبرد، والحروف قد يغيب عنها الإحساس، لذلك أصر إصرارا على أن ينتهي الغروب مع انتهاء كوب القهوة الأسود، غير أن الحروف تظل في حضور دائم لارتباطها بخلجات وأحاسيس خاصة، فلازال القلم يداعب الورقة ويغازلها حتى يختفي اللون البرتقالي، ويسدل الظلام بخيوطه السوداء.

اقرأ أيضا: عاصفة الفراق https://zawayablog.com/8922/

انكسارات من كل حدب وصوب، وأمل منتصب على الحافة، ينتظر إشراقة يوم جديد، فما بين قلب وقلب مسافة أميال وأميال، بيننا غروب شمس وإحساس وألم، لم أكد أصدق حتى وصلت إلى هنا، أن الفراق ألمه فظيع جدا…جدا.
كنت في كل يوم من أيامنا، أجلس إليك، أحاكيك ونتبادل أطراف الكلام وأشياء أخرى، نحكي عن حبنا، وعن النظرة الأولى، كيف استحالت إلى الفرح والسرور، وكيف تحولت إلى حب بحجم السماء. لا أخاف من شيء سوى من أمواج البحر بعد الغروب، تصير قوية جدا وتضرب كل الجوانب.
وداعا

اقرأ أيضا: الوداع الأخير https://zawayablog.com/15267/

الغروب

أيوب دروسي

مدون وطالب بسلك الدكتوراه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *