رسائل مشفرة

نحن و إن انقطع الود عنا سامحنا وتقبلنا، ولو تعرضنا للجفا من قريب القلب عفينا، وإن كسروا كل عظام القلب يا صديقي فمكانهم فيه محفوظ رغم الألم…

نحن يا صديقي لسنا من الذين ينسون الأيام الخوالي والذكريات الجميلة وينسون الجميل، ولكننا لا ننسى كذلك من هجرنا دون سابق إنذار وغاب عن عالمنا حتى أصبحنا غرباء كأننا لم نلتقي يوما ولم تتشابك أصابع أيدينا أبدا، وكأن قلوبنا لم تنبض لبعضها البعض نهائيا…

ثق تماما يا صديقي أنه لنا قلب ونحس به ونشعر أيضا ونتألم لبعض المواقف؛ نتألم لغياب قريب القلب ونعاني عندما نتعرض لجرح منه وقد يزداد هذا الجرح عمقا مع مرور الوقت…

اعلم يا صديقي أن القلب يتعب وإن الترقب يقتل وأن الإنتظار قد يميت المرء، فنحن أيضا بشر نحزن ونفرح، فإلى متى سنستمر في قتل هذا الجسد الذي أنهكه الدهر وزاده العشق إنهاكا؟ ما الجدوى من أن نميت بعضنا البعض بدعوى الكبرياء وعدم التنازل؟ فلتعلم يا صديقي أنه في قانون العشاق لا وجود للكبرياء لأن هذا الأخير هو قاتل الأحلام ومدمر القلوب…

الذكريات
صورة تعبيرية

أنت اليوم أطفأت نور شموعنا بأنفاس كبريائك الحارة، فلا أنت تعيش بخير ولا أنا…
لقد تعبنا يا صديقي؛ والله إن التعب غمر كل جغرافية الجسد حتى إنه فاق المعتاد، فالأصوب أن ينتهي كل هذا ولننادي النسيان كي يحل ضيفا في عالمنا، لربما استطعنا مع مرور الوقت محو مخلفات هاته الحرب التي خسر فيها كلانا…

فلتذهب يا قريب القلب إلى حال سبيلك وأنا إلى حال سبيلي، ولتعلم أني لم أبغي البعد اختيارا ولم أنوي يوما المغادرة لكنك غادرت قبلي فكيف لي أن أبقى في عالم المحبة وحيدا؟ فلذلك قررت أن أغادر أنا أيضا بعد طول انتظار كسجين في زنزانة ينتظر يوم الإفراج عنه لكن ذاك اليوم لم يأتي، فنحن نقرر الهرب من حالنا عندما تؤلمنا الذكريات وتؤلمنا المواقف أيضا…
حتى في أجمل لحظات حياتي لم تكن موجودا ولو بكلمة، فكيف أستمر بعد كل هذا الجفا؟ عندما أصبح وجودك أشبه بالعدم فلا داعي للانتظار لأنه كنت أعلم أني سأزرع الأمل وأحصد السراب إن استمريت في ذلك ، وكفاني سرابا يا صديقي …

لقد تعب الكلام من الكلام وتعبت الحروف ومدونها؛ حتى الكلمات أصبحت خجولة من الخروج أمام أنظار الملأ، هكذا يحدث عندما تتوالى خيبات الأمل…

كل الدروس التي تعلمتها في هذه الدنيا كان ثمنها غاليا جدا فدروس الحياة لا تلقن مجانا…

رسائل مشفرة

الجيلالي رفيق

طالب مجاز في الدراسات القانونية و أدرس العلوم السياسية

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *