جعلت الخيال عالما لي

المشهد الأول

ظهر الشفق ، لازلت أقرأ قصصي اللعينة التي أدمنتها بعد أن أصبحَت دواءً لوحدتي ، قمت واستغنيت عن كل البشر كي أغوص في خيالي مع شخصيات لطالما حلمت أن أكون مكانها وألعب دورها ، أشعر بفرح لفرحها ، وتدمع عيوني عند حزنها ، أصبحت رفيقة دربي في الانتظار لبدأ قصتي وفي انتظار الاجتماع ببطلي .

المشهد الثاني

بطلي الذي من خلال هذه القصص بدأت تبدو ملامحه واضحة أمامي ؛ وسيم ، ذو بنية ضخمة ، صوت خشن ، قاسي المظهر ، غيور ، لا يرحم عند الغضب ، وليّن القلب في حضني . حتى وجدت نفسي أبحث عنه في كل رجل يمر في حياتي ، لكن لا أجد من يشبهه .

المشهد الثالث

مللت البحث ، فكلما خاب ظني أجدني بين سطور قصة جديدة ، أسبح في أعماقها كي أنسى من أنا وما أعيش . حقا شعور جميل أن تجعل الخيال عالمك ، تصبح ضريرا عن هذه الحياة القاسية ، قصصا ليست مثالية ، ولا تغمرها السعادة فقط ، ففي كل فصل أتذوق طعما للفرح مُنَكّهًا بالحزن . تجعلني أغضب ، أضحك ، أبكي ، أخجل . كلها مشاعر أخفيها طوال اليوم ، فيظهر من خلالها أنها هي المتنفس . حيت لا أحد يفسد راحتي ، حيث أعي أن بذهني تخلق مشاهد سينمائية أفضل من تلك التي أشاهد بالأفلام ، مشاهد من نسج خيالي ومفعمة بأحاسيسي الخام ، حيت لايمكن لأحد أن ينسج مثلها .

المشهد الرابع

لن أتخلى عن هذه القصص والروايات مهما حصل ، وإن فعلت يوما فسيكون قد حان الأوان لكتابة قصتي أنا ، وأنا على يقين أنها ستكون قصّةً متفردةً عن غيرها من القصص .

جعلت الخيال عالما لي

أميمة دراري

أميمة طالبة صحافة، شاعرة و كاتبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *