هروب من الوحدة

رأي شخصي وعلمي

أحبك
كلمة كثيرا ما نسمعها أو نقولها في إطار علاقاتنا الغرامية، لكن هل سبق لك وأن سألت نفسك لماذا أحب؟ أو ما هو الحب أساسا؟ أم أن طغيان الأحاسيس والمشاعر يمنعنا من أي محاولة لفهم ما يحدث لنا.

إنها ليست مجرد أسئلة عشوائية تتبادر إلى ذهني الآن فقط، بل لعلها أكثر الأسئلة غموضا على مر العصور فكل واحد حاول الإجابة عنها حسب ما استخلصه من بين من يؤيد فكرة أن الحب هو أرقى المشاعر البشرية ومن يردد أن الحب ما هو سوى تركيز على الرغبة الجنسية وصورة خادعة للمتعة الحسية.

رأي شخصي

لكن ماذا عني؟ ما هو حكمي عنه و‘لى أي الطائفتين أنتمي؟ فقد سبق وأن صرحت أن كل هذه الأحكام هي لأشخاص آخرين استنتجوها من تجارب سنين عديدة في الحياة، إذن فحكمي أنا الآخر متعلق بتجاربي وما مررت به، لكن ألن يكون ظلما أن أحكم من خلال عدة تجارب فاشلة لم أصل فيها لتلك الصورة المثالية للحب التي رسختها في ذهني عدة وسائل كالإعلام والروايات…، لهذا سأحاول الحكم من أكثر علاقة أحسست فيها بأنني حقا أكن حبا للطرف الثاني، بل لعلي كنت أعتقد حينها أن الحب يجعلنا مكتملين مرة أخرى كما سبق وذكر أفلاطون حتى أضحى للعالم مركز جديد؛ هذا المركز كان أنت أو لازال كذلك، وهذا ما دفعني لفهم الذي حدث وسبب كل هذه الأحاسيس، فقد بحث في شتى المجالات عن إجابات.

مستويات الحب

ولعل مجموعة من الدراسات التي قامت بها عالمة الإنسان هيلين فيشر عن الحب قد شفت غليلي شيئا ما بأطروحاتها عن الإنسان في حالة الحب والتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسد في تلك الفترة كما الآثار التي تخلفها، وكيف أن الدماغ هو المحرك الأساس في هذه العملية، وأن هناك ثلاث مستويات للحب، أولها البحث عن اللذة الجنسية وثانيها هي الحب الرومانسي وهو الذي حيكت حوله قصص وروايات وأساطير. أما المستوى الثالث فهو العشق وهو أعلى مستويات الحب.

محاضرة “الدماغ في حالة حب” للعالمة هيلين فيشر

تجربتي

وقبل اطلاعي على معلومات مثل هذه قادني الحب إلى الاعتقاد أن هناك شخصا آخر سيجعلني سعيدا، لكني كنت على خطأ في اعتقادي ذاك وبشدة، فكثيرا ما حاولت فهم الدوافع التي دفعتني إلى حبك، ودائما ما كنت أجد أن الوحدة كانت السبب، لهذا وجدت ضالتي حينما قرأت اقتابسا لراسل يقول فيه أن ” الحب هروب من الوحدة”، فقد وافقته في قوله هذا لأنه يصف حقا الحالة التي كنت عليها قبل ملاقاتك.

لم يكن للحياة معنى بالنسبة لي ووجودك أشعرني بالاندماج معك وهذا كان قد بث شيئا من المعنى في وجودي غافلا أن الحب هو خديعة من الطبيعة كي نتكاثر ويكتمل الاندماج الغرامي الذي نسعى إليه. ولأصدق القول، الحب جعلني أصل إلى أبعد من نفسي لدرجة رؤية الحياة بالألوان لأول مرة في حياتي، قبل أن يعود ذلك الظلام الدامس الذي أختفي فيه منعزلا عن أي شيء وأي أحد.

فنحن خلقنا للتكاثر وليس للحب، أنا لا أنكر وجوده لكن حاولت وضع ضوابط له لا أحيد عنها ومن بينها أن لا حب مع الشروط فهو يصبح عندئذ مرضاة للذات فقط.

هروب من الوحدة

أيوب عزيزي

لست كاتبا لكني اكتب حين أشاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *