وحيدا في الظلام

لا شك أن الحياة مليئةٌ بالعقبات الشائكة التي تقف عائقاً بين الإنسان وحلمه، وتؤدي بها في نهاية المطاف إلى السقوط في الهاوية… في نفق سحيق! فإما أن يتخطى المصاعب ويحارب بكل قوته ليصل إلى مبتغاه، وإما أن يجد نفسه فريسة الصعوبات والمحن التي تتكالب عليه من كل جانب!

يقف المرء في زاوية منعزلة تماماً عن هذا هذا العالم ليقاوم جروحه لوحده، يقف شريدًا دون رفيق يسانده، وحيدًا في الظلام.

العالم مظلم ونحن فقط من يضيئه، نحن من نملك شعلة الأمل لطريقنا عندما نريد عبوره، فنعبر دون الخوف من الوحوش التي تطاردنا، والأشباح التي تلاحق أحلامنا.

صورة تعبيرية

يقف المرء محتارا مع ذاته، يسعد غيره ولا يجد من يسعده أو أي يجد شيئا يجعله سعيدا، يستمع لغيره بكل شغف وحب ولا يوجد من ينصت إليه ويفهمه، فهو يخشى أن يبوح بمشاعره لأحد، خشية الفقدان وما يتبعه من آلام!
يحاول أن يتماسك ليجمع شتات أحزانه ويلقي بها بعيداً دون الرجوع لذكريات الماضي الأليم وأوهامه !

هذا العالم لن يتركنا وشأننا؛ يصب سمومه علينا في كل محاولة نرى فيها بصيص أمل !

الإنسان يفتح ذراعيه لهذا العالم بقوة فيصلب، يوهم نفسه بأشياء ليست له، فيبقى تعيسا طوال حياته.

الإنسان الذي يكافح للوصول لشغفه حتما سيصل إلى ما يريد حتى لو كان طريقه شائكاً والمشقة طويلة معتدا بعٌدته من الإصرار والعزيمة، أما من يخشى الوصول ويتلكأ “فيعش أبدا الدهر بين الحفر” كما قال الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي !

وحيدا في الظلام

Exit mobile version