عندما بقيت وحدي

الحزن ، البكاء ، فقدان الشغف ، الوحدة ؛ كلها وجه لعملة واحدة و هو الإكتئاب والتيه ، لقد عرفت معنى كل هذه المشاعر وأبرزها الوحدة ، لطالما شعرت بأنني وحدي لم يساندني أحد ، كنت أنا التي أُطبطب على قلوبهم وأُبدّل أحزانهم أفراحا ، عجبا كيف انقلبت الآية . لكن دون أن يأتي شخص من هؤلاء الذين واسيتهم عندما كانوا بحاجة لي ، لم أطلب الكثير ، طلبت فقط شخصاً واحداً على الأقل يستمع إلي يحضنني لكي أبكي براحتي ، لا أعلم لماذا رحل الجميع وبقيت وحدي ، هل كان طلبي تعجيزيا لهذه الدرجة .
عندما اختفيت لم يسأل أحد عني كأنني كنت في قائمة الإنتظار أو شيء لا يفرق وجوده من عدمه ، كان الظلام دائما يأتي ليذكرني بأنني وحدي ، كنت أخلد للنوم لكي أبكي بعيدا أنظار أي أحد ، أضع يدي على فمي لكي لا تسمع شهقات قلبي المحطم ، كانت وسادتي شاهدة على بحور الدموع التي بللتها .
هل تعلم كان لون الإكتئاب بداخلي رمادي وأنا التي كانت تعشق اللون الأزرق ، لقد أصبحت كأعجاز نخل خاوية ، جسد بدون روح … لقد ماتت الروح بينما ظل الجسد يستنشق الهواء بصعوبة رافضاً أن يرى عيون الشفقة تنظر إليه ، لقد كنت أتظاهر بأنني أتحسس من البصل لهذا أبكي ، لكن البصل لم يفعل أي شيء لقد كانت أفعال البشر وظروف الحياة هي من فعلت ذلك .
كنت أعشق فصل الشتاء لا لشيء غير أنه كان يمنحني الحرية لأبكي كما شئت .
أذكر ذات يوم توضأت و أفرشت السجادة على الأرض حين وصل موعد الصلاة ، صليت ركعتين ؛ فإذا بدموعي تنساب على خدي ، لقد حكيت لله ما في قلبي كنت أبكي كطفل صغير بين يدي أمه ، فالله لم يقل لي أصمتي لا أريد سماعك لقد كان ربي مستعداً ليسمعني ، لقد شعرت بالله يطبطب على قلبي ، كنت أظن أني بقيت وحدي لكن الله كان معي في كل مرة ولم يتركني ، كنت مخطئة تماما حينما ظننت أن حب البشر أهم لقد كان الله يدبر لي طريقا لأخرج من محنتي ، عندما كنت أنا أبحث عن طريقة كي أرضي الناس .
كنت دائما أنتظر تلك اليد التي ستوضع على خدي لتمسح دموعي وتعانقني ، ولم أعلم أن الله كان يبدل أحزاني أفراح ، ليريني الطريق إليه .
الآن ما عدت مريم التي ألفتموها ، لقد أصبحت وحدي مع الله لا أكترث لما يقال عني ، ولست مستعدة لأبرر لأي شخص أفعالي ، لقد أصبحت مع الله بخير وأصبحت قوية بالله ، لقد كان الأمر صعبا لكن الله جعله بمشيئته سهلا ، لم يعد يهم وجودكم من عدمه فأنا مكتفية بالذي خلقني العظيم .

مريم الكربة

طالبة بيولوجيا، عاشقة الطب،كاتبة و مدونة لدى منصة معاني... أهتم بالتطور الطبي والعلمي...وأحب المسرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *