انتشار ظاهرة الآوت فيت في الوطن العربي

نموذج المجتمع المغربي

الماضي

ونحن صغار حين كان يشتري لنا آباؤنا ملابس جديدة بمناسبة العيد أو الدخول المدرسي، كنا نفرح كثيرا حتى إذا كان ثمن تلك البذلة رخيصا جدا، لم نكن نأبه لهذه التفاهات.

الحاضر

أما الآن وفي عصر التطورات ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح كل شيء قابلا للمشاركة مع العامة، وأصبحنا نرى شبابا ينحدرون من طبقات فقيرة جدا، إلا أنهم يتباهون بملابس باهظة الثمن، لم يعد في استطاعتك التفرقة بين الغني والفقير، فالكل أصبح يتسابق لشراء أغلى الثياب والتفاخر بها.

بل والأدهى من هذا، قد تجد شابا يأخذ مصروفه اليومي من والده فقط ومع ذلك تجده يتباهى ويتبجح بسعر ثيابه أمام الكاميرا.

فلم تعد الملابس تؤدي واجبها المعتاد فقط، بل أصبحت وسيلة التأخر والتسابق نحو أجمل مظهر، وما يزيد الطين بلة هو الاستخدام الغير معقلن لوسائل التواصل الاجتماعي، وللحصول على شهرة واسعة يتم القيام بأفعال وسلوكات لا جدوى منها بل مضرة أيضا،
فكل من لديه هاتف ومكبر صوت يتجه بهم نحو الشارع العام لطرح أسئلة تافهة لا فائدة منها، فيشرع في سؤال كل مارّ عن سعر بذلته بالكامل أو كما أصبح يصطلح عليه ب” الآوت فيت ” الخاص به، عوض أن يسأله عن عنوان آخر كتاب قرأه أو آخر نشاط اجتماعي قام به..

المستقبل

فقد يترتب عن ذلك أخطار تهدد الناشئة، فأغلب الأطفال لديهم هواتف اليوم، فعندما يرى طفل تلك الملابس، لابد أنه سيستأثر فيطلب من والديه مثلها، والذي لا يستطيع شرائها أكيد سيتأثر .
وحتى الشباب البالغ قد يتأثر نفسيا أيضا، فعندما ترى شخصا في عمرك يرتدي بتلك الأثمنة قد تحس بنقص ما ، مع أنك قد لا تفوقه فقرا.
لذلك وجب التوعية بخطورة مثل هذه المواضيع والتطرق لها ابتغاء العثور على حلول.

سوسن الخضري

طالبة جامعية السنة الثانية شعبة علوم الإعلام و التواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *