القوة الداخلية لا تأتي من العدم

كيف يمكنك اكتساب قوة داخلية تدعمك على هزيمة العقبات

ليست للحياة قيمة فعلية إن لم تواجهها بقوة داخلية تساعدك على تخطي كل ما هو صعب وسيىء ، لا شيء من مهاراتك وتجاربك ستكون قيمة مضافة لك إن لم تكتسب قوة داخلية تشعر بتأثيرها في شخصيتك.

من الضروري أن تتعرف كيف يمكنك اكتساب قوة داخلية تدعمك على هزيمة العقبات وتكون محاربا لا يضع سلاحه أرضا ولا يعرف معنى الاستسلام، لتكون مستعدا للحرب في كل مرة تدفعك ظروفك للحرب، فلا حياة ولا إنجاز ولا نجاح بدون تخطي كل الحواجز.
أول ركيزة أساسية، هي أن تتقن قانون “التقبل”، يعتبر سر من أسرار الحياة السعيدة، تقبل أن لديك جانب سيئ، تقبل أن الحياة فيها خير و شر، تقبل أنك لن تحصل دائما على كل ما تريد و تشتهيه، تقبل أن لكل شيء نقيضه. التقبل يساعد الإنسان على المواجهة والتعلم وبناء رؤية واضحة للأشياء والصعوبات التي تواجهك وكيف ستتعامل معها، أما الرفض دائما يحجب عنك رؤية الأمور على حقيقتها وستزداد معاناتك مع مرور الزمن .

فكل شخص يتقن قانون التقبل يتميز بالقوة و الصدق مع الذات، لا يقيده أي من الظروف التي تواجهه، يعرف جيدا كيف يتعامل مع كل مواجهة وغالبا ينتصر في أي معركة يخوضها، يتميز بقوة داخلية دائمة وهذه القوة لا يمكن اكتسابها بالقول أو التخيل ولا يمكن إتقانها بين ليلة وضحاها بل بالقناعة الداخلية والمهارات المكتسبة من التجارب التي مررت بها، بالعزيمة في عيش حياة يسودها الاستقرار النفسي .

فالتقبل هو أحد أقوى القوانين التي ستساعدك في بناء شخصية وقوة داخلية عظيمة، فأي شيء تعيشه الآن حاول أن تتقبله واحتضن كل من الفشل والخسارة وكل الصعوبات .. تقبلها كلها .
الركيزة الثانية ومن الضروريات هي إدارة مشاعرك، يعني إحساسك بالخوف والذعر شيء لا مفر منه، كل شخص على وجه البسيطة مر من تجربة هذه المشاعر، لا يمكنك أن تكون إيجابيا وسعيدا دائما ، لا أحد من البشر يتمتع بالكمال.

حاول عدم إنكار المشاعر التي تعيشها مهما كانت، تقبلها سيساعدك على الاسترخاء في جميع حالاتك العاطفية، وتقبل أن الضعف هو جزء من القوة، لا قوة بدون ضعف، لا نجاح بدون فشل ولا ربح بدون خسارة .

نحن نحتاج إلى كل حالة ونقيضها للتدراك ، ومعرفة الصحيح من الخطأ ولنتمكن من التعامل مع الظروف التي نعيشها، دون نسيان التحلي بالصدق مع ذواتنا لأن الصدق مع الذات من مفاتيح الراحة والسلام الداخلي الذي نسعى إليه كل يوم.

كلما كنت صادقا مع نفسك قللت كمية الخسارة التي تواجهك لأنك ستراها بداية النجاح ، فالخسارة الحقيقية هي عدم تقبلها .

النقطة الأهم في كل ما سبق هي امتلاك مبادئ معينة مع تطبيقها، من الأهم أن يكون لك مبادئ واضحة ولا تكتفي بالكلام عنها و تستمر في الحياة فلن تحصل أبدا على النتيجة التي تنتظرها، فإذا كان مبدأك الصدق ، هذا يعني أنك تختار في كل موقف أن تكون صادقا وتواجه كل ما هو ضد مبادئك رغم صعوبة المواجهة.

إختر الاختيار الصحيح الذي يريحك أنت، الذي يناسب مبادئك أنت، الصحيح بين والخطأ بين والكل يتعلق بك وبما تؤمن وتصدق، ابق واضحا مع نفسك صريح مع ذاتك، والرزق أرزاق فهو بيدي الله تعالى، والله يرزق عباده حسب أعمالهم ونياتهم، عندما تقرر التغيير عندما تعترف بعيوبك ونقاط ضعفك وتشتغل على نقاط قوتك صدقني سوف تتفتح لك أبواب السموات والأرض وتتيسر أمورك كلها، فبهذه الخطوات ظنك بالله سيقوى و كل محاولاتك ستجرك لكل ما هو خير ، وتذكر دائما بأنك الحل والمفتاح .

وهذا قانون كوني وضعه الله سبحانه وتعالى فقال: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ثم قال تعالى:”وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إلّا وأهلها ظَالِمُونَ”.

فأي تجربة تمر بها ترتقي وتتقدم، فركز على نفسك واشتغل على أهدافك وقوتك، ورد الإحسان بالإحسان ولا ترد السوء بالسوء وآمن بأن كل شيء سيكون بخير لطالما كنت تحاول أن تختار الاختيار الصحيح .

اكرام لعويدي

فتاة عشرينية تحب الغوص في مجال علم النفس و الفلسفة، محبة للتأمل، القراءة و الكتابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *