عندما يبكي القلب

إنه أكثر من الاكتئاب ومن فقدان الشغف، إنه يشبه إلى حد كبير استيقاظك في صحراء قاحلة دون بوصلة، بعدما كنت مزهرا بالأحلام، إنه نفس الشخص لكنك ما عدتَ تعرفه، إنه شخص ما عاد يحب الحياة، لقد تحول لكتلة من الصمت فقط، وجهه شاحب كأنه عجوز في السبعينيات من عمره، تستطيع أن تسمع زفيره الحارق الذي بالكاد يأبى أن يغادر رئتيه.

أنت يا عزيزي القارىء لا تعرف معنى أن ينظر المرء إلى نفسه في المرآة وهو كاره للشخص الذي صار إليه، إنه متأكد أنه ليس هو، بل الشخص الذي يرى لم يكن سوى إنسان محطم لم يعد يعرف كيف يلملم شتات نفسه، أنت لم تجرب أن تنتظر الليل لكي تبكي دون أن يراك أحد.

دموع 1
صورة تعبيرية

غريب حقا أن يتحول الشخص من محب للألوان إلى عاشق للرمادي فقط، من عاشق للربيع إلى محب للخريف، من رسام للوحات إلى شخص يتقلب بين خيباته؛ إن وسادته شاهدة على كل الدموع، لو رأيته من أعلى وهو نائم لظننت أنه يقوم بعرض مسرحي، لكنه مؤلم حقا، أنت لا تعرف شيئا ومن المستحيل أن تشعر بما أشعر به، إنني شخص وحيد إلا من أفكاري، أريد أن أبكي، أريد أن أنام، أريد أن أرقص، ومرات أتمنى الموت، جميعهم أنا لكنه لست أنا، إنه شخص غريب بالنسبة لي.

أريد أن يُلقى بي في بحر لكي أشعر بجسدي خفيفا، إنني ثقيل علي، وهذا مؤلم حقاً!.

عندما يبكي القلب

مريم الكربة

طالبة بيولوجيا، عاشقة الطب،كاتبة و مدونة لدى منصة معاني... أهتم بالتطور الطبي والعلمي...وأحب المسرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *