كيف يخبرني بأنه طبيب…؟
ومكتبه مليء بصور الحيوانات والأشكال الغريبة…!
أسف نسيت أن أخبركم أني ذهبت إلى طبيب نفساني، بعد إلحاح مقيت من نفسي.
فقط من باب التجربة….!!!
دخلت المكتب وأنا على قناعة تامة بمجاراته والتغلب عليه…
وكل سؤال يوجه إلى …
لن اخذ وقتاً طويلاً بالتخمين به …
سأقذفه بأي إجابة منطقية…
خيرني بين الجلوس أو التمدد ….
فكرة التمدد أعجبتني…
بالأحرى أعجبت جسدي المنهك من الحياة…..
كان سريراً ناعماً حتى ظننت أني قد أغرق في نوم طويل،
مرت دقائق حتى قال لي…..من أنت؟؟؟؟ ولماذا أتيت؟؟؟ ومن أرسلك…؟
قلت…
أنا هو… في صورة أخرى… أتيت لخسارة بعض من الوقت في مكان ما…
أما من أرسلني فعقلي هو من جرني إليك…!!
ضحك وقال…كيف كان يومك…؟؟؟
ضحكت….هه…..وقلت له…مثلك تماماً…
بدت ملامح الإستغراب تنطق من وجهه حتى أخمدتها بقولي…
إن كنت تظن نفسك شيء رائع فقد كان يومي رائع…
قاطعني…قائلاً ….وما دخلي أنا في يومك كيف أمضيته…!!؟
اجبت بسرعة….لأن التفكير في القدوم إليك بدأ منذ الصباح فالفكرة نفسها إستهلكت يومي وكل أعمالي الغير موجودة كانت فكرة القدوم هي الوحيدة فيها إكتفى بابتسامة وردية…
اضفتُ قائلاً….
أنا لست مجنون بالمعنى البسيط الذي درسته…..
أنا مجنون بشكل مختلف نوعاً ما وما أتيت هنا للتعافي أو للبحث عن مخرج مني ومن جنوني…
أتيت فقط لإكتشاف نفسي في حضرتك….!!
أبتسم قليلاً وقال لي…
– كيف عرفت نفسك مجنوناً أو بك نوعاً من الجنون…!!؟
قلت بكل بساطة…لا أعرف….!
شعرت بيده تبحث عن شيء ليضربني به…
كان الدم على وشك الخروج من أذنيه…
تيقنت حينها أني كنت ساذجاً معه وأني قللت من إحترامي له…
نهضت من مكاني وإتجهت نحو الباب…
لم يقل شيء
ألتفت وقلت له الموعد يا دكتور…!!؟
فقال ليعد متى ما جرك عقلك….!!
يا ترى ماذا كان يقصد ؟.
