هل للموسيقى تأثيرٌ على ذواتنا ؟

بكوني إنسانا متميزاً بالاجتماع مع بني جنسه ومضطراً للعيش مع الآخرين والاحتكاك بهم ألحظ العديد من الظواهر الإجتماعية شأن الفقر والبطالة والعنف والطلاق .. لكن ما كان يستفزني شخصيا ويبعث التأمل داخلي هو التنوع في الأذواق الموسيقية والاختلاف بين المستمِعين في التلقي لتلك الذبذبات التي تطرب كياننا.

ومع إدراكي لهذا التغيّر والتباين، ألاحظ تغيّرا في الشخصيات لكل فئة من المستمعين وبالتالي ينتج ذلك السؤال الحتمي في نفسي وهو: هل للموسيقى أي تأثير على نفسياتنا؟ ثم هل تؤثر الموسيقى في شخصياتنا وذكائنا ؟

عندما تُجري مكالمة لتلقي الدعم أو لاستشارة ما، أو مع شركة الاتصالات المنتمي لها، أو لحجز موعد مع طبيب ويكون الخط مشغولا بسبب تواجد العديد من المتصلين على الخدمة ذاتها؛ تجد فجأة أنك تستمع لبعض الموسيقى التي تبدد فترات الإنتظار، و هو ليس أمرا عبثيا بل نِتاج دراسة علمية ¹ ، بحيث وُجد أن الموسيقى تقلل من نسبة غضبك.

يميل بعض الناس إلى اختيار أغانٍ ذات إيقاع وكلمات تحفيز، كما يميل جانب آخر إلى اختيار أغانٍ تحمل عبارات حزينة مع إيقاعات تناسب تلك الكلمات وفي هذا الإطار قام فريق بحث فنلندي متخصص في علم النفس والأعصاب بإجراء دراسة ² بعنوان  «تنظيم المشاعر المتكيف واللامتكيف من خلال الموسيقى».

وبقياس مستويات الاضطرابات والسلوكيات ونتائج بعض الاختبارات النفسية وقياسات نشاط المُخ لأكثر من 123 شخصًا أغلبهم من النساء – 68 فتاة وسيدة – ما بين أعمار 18 وَ 55 عاماً، أظهرت النتائج أن الاستماع إلى النوع الحزين من الموسيقى أو الأغاني التي تحمل كلمات حزينة تزيد من الشعور بالحزن في الحقيقة، وتحفز الاضطرابات النفسية والأعصاب، كما وجد أن العكس صحيح؛ إذ تزيد الموسيقى السعيدة من سعادة الإنسان، وبشكل أكبر عند سماع الأغاني السعيدة التي تحمل كلمات سعيدة ومُحفّزة، كما أظهرت الدراسة اختلافًا في النتائج بين الذكور والإناث؛ إذ أظهرت نتائج قياسات الإناث قدرة أكبر من الرجال على «تنظيم المشاعر» من خلال الموسيقى بشكل عام.

و قد يميل البعض إلى الموسيقى الكلاسيكية، بينما ينزاح البعض لــ”الروك” أو “الراب” وما إلى ذلك، وفي هذا الصدد قام البروفيسور إدريان نورث، أستاذ علم النفس بجامعة “هيريوت وات” الأسكتلندية، إلى إجراء دراسة³ واسعة النطاق بعنوان «الذوق الموسيقي المفضل يرتبط بالشخصية» حول الأذواق الموسيقية وخصائص الأشخاص الذين يفضلونها.

وشملت الدراسة 36 ألف شخص من 60 دولة، وعددًا كبيرًا من الأنواع الموسيقية، جاءت نتائجها لتثبت أن مفضلي كل الأنواع الموسيقية تقريبًا يشتركون في صفة «الإبداع»، عدا مجموعة واحدة تتميّز بقلة الإبداع وصلابة الطّباع، وهم محبّو موسيقى «البوب» وهي اختصار لمصطلح popular؛ أي رائج أو «شعبي».

و قد قمت باستطلاع رأي شخصي حول ” هل للموسيقى تأثير فعلي على ذواتنا أم لا “؛ فجاءت بعض الآراء (الأجوبة بالدارجة المغربية) كما يلي :

  • 1) زينب – طالبة بشعبة القانون: “ربما إلى حد ما تْقْدَر الموسيقى تأثر بطريقة أو بأخرى أما الكيفية معنديش شي معلومة “.
  • 2) بيان – تلميذة – : ” بالطبع تقدر تأثر السؤال لي خاصك طرح هو واش تأثير الموسيقى في التفكير إيجابي أو سلبي”.
  • 3) يوسف – تاجر – : ” نعم، كاين تأثير كنت قريت فواحد المقال بللي كاينة علاقة كتربط بين الأغاني واللاوعي ديال الإنسان والله أعلم” .
  • 4) أسماء – تلميذة – : ” الأغاني لي مافيهم مايصلاح كيزرعو ليك أفكار مايصلاحوش ، دابا متلا  دري مراهق فاش كيتمزك لذاك راب وكدا كيتأتر كيولي باغي يعيش بحال هادوك كيشوف زعما الرفاهية لي كيبينو فدوك الكليبات وديك طريقة دالهدرة كتبدل كيرجع يدوي فحالهم “.
  • 5 ) أيوب – طالب بشعبة القانون – : ” طبعا هناك ثأثير وهو ما تلحظه في الشخصيات المستمعة لكل نوع، أذهب إلى أصحاب الواي واي ، سترى أنهم يستكينون للقدر والمكتوب – دارتها بيا ليام الخ… – في حين أن أصحاب الأغاني التحفيزية كالمغنية “sia” ستجدهم أصحاب طاقة و تفائل”.

هوامش ومصادر:

¹ _ http://www.newsweek.com/hold-musics-complex-science-79001

² _ https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnhum.2015.00466/full

³ _ https://psychcentral.com/lib/preferred-music-style-is-tied-to-personality/

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *