اعترافٌ واعتذار.. مع سبق الترصد والإصرار!

تحيّة طيبة وأشواق حارة، (عبارة لها ذكرى عميقة في خاطري)..
وبعد؛

بعد أن شاء الرحمان ومر الزمان وفات الأوان، أود أن أعترف بأنني أحببتها حُباًّ أفلاطونيا طاهرا، مقدسا وخاليا من النواقص والشوائب والشهوات، وتعلقت بها منذ أول يوم رأيتها ولا زلتُ وليومنا هذا أتذكر تلك اللحظة؛ حين رأيتها لأول مرة، دام حبي لها لعدة سنين، ولكنني وبكل أسف وحسرة وندامة لم أفعل شيئا من أجل أن أتقرب إليها وأكسب وُدَّها، وكان حبي لها خفيا يقتصر على بعض الرسائل القصيرة والدردشة على مواقع التواصل الإجتماعي، لأنني كنت منعزلا وخجولا، ولن أنكر بأنني كنت غبيا وساذجا، ولم أكن ذلك الشاب صاحب اللسان الماهر الذي يُجيدُ التلاعُبَ بالكلمات ويبرعُ في مُغازلة الفتيات..

وذات يوم خميس من السنة الماضية وأنا استكشف وأتصفح آخِر تدوينات ومستجدات أصدقائي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي أكتشف وبالصدفة أنها مرتبطة بشخص آخر، بل يبدو أنه قد خطبها وطلب يدها من أهلها وأنهما يوشكان على الزواج، مما يؤكد أنني فقدت كل الآمال والفرص التي قد تجمعني بها، رغم أنني فقدت جزء  كبيرا من هذه الآمال حين قامت بتجاهل بعض الرسائل التي بعثتها لها عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، ولم تشأ الرد عنها.. كما أنني فقدت جزء آخر من هذه الآمال بسبب وضعيتي الاجتماعية الصعبة والتي كُنتُ ولازِلتُ أسعى لتحسينها وتطويرها، وكنت أنتظر أن أضمن مستقبلي وأوفر بعضا من مستلزمات العيش الكريم التي تليق بها وبمقامها، إلا أن الوقت والزمان لا يرحمان، فلا يمكن لفتاة شابة جميلة، أنيقة وطموحة، أن تنتظر المجهول الذي قد يكون وقد لا يكون.. لكن وللأسف الشديد قدر الله وما شاء فعل..والبكاء وراء الميت خسارة… وهنا ينطبق عليَّ المثل الذي يقول: “إذا لم تقاتل من أجل ما تريده، فلا تَبْكِ إذا خسرته..”

ورغم الصدمة والغصة والآلام الكبيرة التي تكتسح وتَجتاحُ وتوجع قلبي وتُحرِقُه، إلا أنني وبكل روح رياضية أرفع القبعة لهذا الشاب الطموح (الذي أعرفه معرفة سطحية وبسيطة، تقتصر على بعض مباريات كرة القدم التي جمعتنا أيام الطفولة في أحد الملاعب الشعبية  المتواجد بحينا..) هذا الشاب الذي ناضل وكافح من أجل بناء مستقبله وتكوين أسرته.. وأتمنى له ولها حياة سعيدة مليئة بالأفراح والمسرات..”بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير”..

أما عني، فلا زلت ناقصا في العديد من النواحي، وسأحاول جاهدا إصلاح هذه النواقص حتى أحسن وأطور نفسي رغم هذه الكبوة والصدمة الكبيرة التي تلقيتها والتي جعلتني أرتعش وأنا أكتب هاته الأسطر..

اقــــرأ أيضاً علـى مدونة زوايـا

ورغم أن يوم زفافها لم يحِنْ بعد، فسأختم كلامي ببعض الكلمات التي سأَقْتبِسُهاَ من إحدى أغاني وائل جسار، هذه الأغنية التي أجد بأنها تعبر عن بعض الأحاسيس التي أشعر بها وأنا أتلقى هذا الخبر (المفرح/المحزن) :

اعذُرِينِي يوم زفافك

مقدرتش افرح زيهم

مخترش أبدا يوم في بالي

إني ابقى واحد منهم

اه جايلك بهني

واقف بغني

معرفش ليه، ايه اللى جابني

غير اني اشوفك بس وامشي

ومش هامِمْني اصعب عليهم كلهم… إلى آخر الأغنية

ولكي أكون صريحا معك ومع كل من سيقرأ هذه الأسطر فإنني كتبت هذه الرسالة/الخاطرة فقط لأشفي غليل صدري وأفجر وأعبر عما بداخلي من أحاسيس ومشاعر والتي لا أريد أن أستمر في سِجْنها وكَبْتِها في وِجْداني وكيانِي، رغم أن هناك العديد من الأحاسيس والكلمات التي أود أن أقولها وأعبر عنها، إلا أن دماغي ولساني لا يقْوَيانِ على ذلك، خصوصا في هذه الظرفية، وذلك راجع للعديد من الأسباب وأهمها نفسيتي وأحاسيسي المضطربة والمبعثرة جراء تلقي هذا الخبر..فاعذريني أيتها الفاضلة إن صدر مني ذات يوم تصرف أساء لكِ، فالعاطفة والأحاسيس تجرني في بعض الأحيان لارتكاب العديد من الحماقات والتصرفات الصبيانية والمجنونة..

فكما قال وليام شكسبير: “ما الحب إلا جنون ..والحب أعمى والمُحِبُّونَ لا يَروْن الحماقة التي يقْترِفُون..”

وحُبكِ سيّدتي يجعلني أتصرف على غير طبيعتي..

Exit mobile version