أيُّـها المغربي ..

عن تناقضات "بعض" أفراد المجتمع المغربي

الكائن المغربي، ذاك الذي حَيّر الشعوب، تجدُه يتغنى بالحريات لكنه أول المنتقدين في التعليقات، لا شيء يعجبه، لا يعطي نصيحة ولا يزيدك علما، فقط انتقاد يتلوه انتقاد تتبَعُه انتقادات جمة.

الكائن المغربي هو الذي يشتم المسؤولين، العباد والبلاد.. ولكنّ رمال شاطئه صيْفاً تعُجّ بالنفايات، يقول جملته الشهيرة “البـلاد عْطاتْ غيـرْ للشيخات” وهو مَن بمتابعته لهن أسدى جزيل الفضل في جعلهن مشهورات. “يَحْرِگ السْتوپات” (إشارات المرور)  ويهتف في المجموعات مستنكرًا “أين هو القانون في هذه البلاد؟ ” ؛ فهل طَبَّقْتَه أنت حتى تطالب به ؟!

ألَمْ يقُل سبحانه في كتابه الحنيف: {إن الله لا يغير ما بِقَوْم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم}[ الرعد-11]؛ أم أنك تحفظ من الآيات والأحاديث ما يشفي غليلك ويخدم مآربك فقط من قبيل {الرجال قوامون على النساء} [النساء – 34]، {وليس الذكر كالأنثى} [مريم-36]، و “النساء ناقصات عقل ودين”. دعني أضيف إلى معجمك الصغير هاته الآية: {إنّ المنافقين في الدَّرَكِ الأسفل من النار} [النساء – 145]. 

وهل تدري ما هو النفاق، هو أن تستر زوجتك وتصفق لعُرِيِّ عشيقتك، هو أن تكتب على صورة الواتساب “يأتونك وقت المصالح” فنجدك أوَّلهم، هو أن  تحسب نفسك مسلما لأنك تصلي وتنعت الآخر بالكفر، هو أن تتأفف من سياسة البلاد وأنت لم تَطَّلِع يوما على آخر المستجدات، هو أن تشتكي من الأزبال في حيك ولكنك تلقيه في الطريق من نافذة سيارتك…

متى نتغيّر؟ متى نحس بأننا مسؤولون؟ أجَهْلُنا التام بأدوارنا في الحياة هو السبب أم أن قيودنا الاجتماعية هي المعيق؟ وإلى حين معرفة السبب، إضبط سلوكاتك أيها المغربي واعلم أنك مواطن وجب عليك إتقان دورك، وأنك مسلم فاعلم أن الدين هو المعاملات، وأنك غدا ستصبح أباً وستصبحين أُمّاً فأصلحا نفسيكما وأحسنا تربية أبنائكما وانْسُجا لهم من الأخلاق والقيم أثوابا وحُلَلاً تَـقيهم من جهل الأمم.

Exit mobile version