مستويات التضخم والواقع المعيشي بالمغرب

سلسلة الاقتصاد | التضخم 4# | كيف يؤثر معدل التضخم على واقع المعيشة في #المغرب ؟

حسب البنك المركزي المغربي (بنك المغرب)، فقد استقرّ معدل التضخم سنة 2018 عند 2.1% بعدما سجل سنة 2017 نسبة لم تتجاوز 0.8% ، وهو أدنى مستوى تضخم تعرفه المملكة في الثلاث سنوات الأخيرة؛ بيْدَ أن الإحصائيات الربع سنوية تدلّ على أن معدل التضخم سيصل في نهاية السنة الحالية إلـى 1.2%.

وبهذه النِّسَب، يكون معدل التضخم بالمغرب “معتدِلا” عموما، وهو ما أشار إليه والي بنك المغرب، السيد عبد اللطيف الجواهري، حين أكد على أن السياسة النقدية للمغرب استطاعت في العشرين السنة الماضية تحقيق استقرار نوعي على مستوى الأسعار، وذلك من خلال تفعيل آليتيْن تم اعتمادهُما؛ وهُما: سِعر الفائدة وعمليات السوق المفتوحة.

تقرؤون أيضا على مدونة زوايا

آثار التضخم: من المستفيد ومن المتضرر؟

نهج المديونية بين الدول المتقدمة والدول النامية | الجزء 1: مدخل إلى مفهوم المديونية

التضخم وتداعيات الإنعاش الاقتصادي | الجزء الأول: التضخم .. المفهوم والأسباب

وبالرغم أن بيانات كلٍّ من بنك المغرب والمندوبية السامية للتخطيط تؤكد على استقرار الأسعار في المغرب، إلا أن الواقع المعيشي للمغاربة يحكي عكس ما تقوله تلك الأرقام المصرح بها. في هذا السياق، صرح محمد الطهراوي عضو المركز المغربي للظّرْفية (مؤسسة مستقلة) أن معدل التضخم الحقيقي يزيد عن المستويات المعلنة، وذلك بالاعتماد على شكوى الأسر المغربية من ارتفاع تكلفة المعيشة ومحدودية ادخارها؛ فمنطقيا لا يمكن لهذا الواقع المتشائم أن يكون واقعَ تضخمٍ معتدل!! خاصة وأن الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين أجمعوا على مستقبل مُبهم ومخيف للطبقة المتوسطة بالمغرب بعد تراجع قدرتها الشرائية بشكل كبير، مما يمثل ضربا مباشرا في سياسة البنك المركزي وتقاريره السنوية. 

فإلى أي مدى يعمل قانون الموازنة العامة على دعم الطبقة المتوسطة، خاصة وأنَّ هذه الأخيرة تتعرض لحيْفٍ جبائي كبير وغياب شبه تام لخدمات أساسية ذات جودة عالية؟

سؤال جوهري تُسْتَنبَط منه أسئلة أخرى ستُشَكِّل محور موضوعنا الرابع حول السياسة الميزانيـاتية.

انتظرونا خلال الموسم الجديد لسلسلة الاقتصاد في واحدة من مفاجآت مدونة زوايا في عامها الثاني إن شاء الله.. وإلى ذلكم الحين، سيتشرف فريق المدونة بتلقي ردودكم وتعليقاتكم حول الأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة (مواضيع المديونية والتضخم والاقتصاد المغربي) عبر كل قنوات التواصل الخاصة بالمدونة (البريد الإلكتروني، الموقع الرسمي، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي)، فبِآرائِكُم وتعقيباتكم البناءة نتَلَمَّس سبيل التحسين المستمر للمحتوى المُقَدَّم لحَضراتكم.

دُمتم في رعاية الله!

 مع مودة وتحايا فريق مدونة زوايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *