خطورة الفشل و موت الشعور

عن بقايا أناس ..يكابدون مرارة الواقع

الفشل شعور فظيع جدا من المؤكد أن جميع الخليقة جربته؛ إنه شعور يورث الألم والوجع، يستولي على الانسان فيحوله من ذات وروح وكيان مفعم بالحيوية والنشاط إلى جثة هامدة، إلى كائن بشري ميت مع وقف التنفيذ أي انه قادر على الحركة لكن مع إعدام تام للأحاسيس الجميلة والإيجابية والروح التواقة للمعالي … وهلم جرا.
لقد أضحت مفردة حياة لاتعني له شيئا سوى تكرار نفس الأمر والاعتياد عليه فلا جديد يضيء ولو حيزا صغيرا من العتمة التي يحياها؛ باتت نفسه مقيدة ومكبلة إلى الحائط وأفكاره مشوشة بل وجسده آيلا للسقوط في أية لحظة، تارة يعتقد أن بإمكانه الاقتراب من النجاة وكسر الأصفاد، وتارة أخرى يعود أدراجَه ويستسلم ويرجع للغيبوبة التي كان فيها من قبل وللكهف الذي حبس نفسه فيه .. للأسف، هذا هو حاله، لا أحد ولا هو أصلا يعلم متى سيفلح في فك القيد واعتناق الحرية من جديد… لكن ما يدمي القلب هو أن الجميع شاهده على حالته المزرية، ولا يتجرأ أي من بني البشر أن يمد يد العون. هناك من ينظر إليه من بعيد فيتمتم ببضع كلمات غير مفهومة ونظرة شفقة ويمضي في سبيله، هذا النوع قد يستحق بعضا من التنويه فلعل تلك الكلمات كانت أدعية من القلب يرسلها لرب السماء علها تستجاب ذات يوم.. رغم حدة تلك النظرة التي ترمقه، كما أن هناك نوعا آخر يمر بجانبه وكأنه لا يدري ما يحدث وغير مبال أبدا ولا يكلف نفسه حتى بإيماءة بالرأس تدل على أسفه على وضعيته تلك وهو لن أبالغ إن قلت أحقر أبناء حواء.
صدقا إنني أحيانا من شدة ألمي على ذلك الشخص أصل لدرجة أن أدعو عليهم وأرفع يدي قائلة “لِيَخِب مسعاهم جميعا وليذوقوا نفس ما يتجرعه ذاك المسكين فهم فعلا يستحقون”؛ ولكن أعوذ وأستغفر الله على ذلك فمهما كان لا يجب ان نفقد إنسانيتنا وأن نحب الخير للجميع كيفما كانوا ليس لشيء وإنما استحضارا لقوله صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وأن كُلاًّ ينفق مما عنده ويتصرف وفق مبادئه التي نشأ عليها .
إن ما أستطيع قوله في الأخير هو رجاء إعادة الاعتبار لمن أخفق في تحقيق متمنياته ومساعدته وانتشاله مما هو فيه خاصة إن كان ممن كابد واجتهد من أجل الوصول لتحقيق أحلامه على أرض الواقع؛ إذن فلا تزيدوا الطين بلة وإن لم تستطيعوا المساعدة فعلى الأقل كُفُّوا شرَّكم عنهم فلقد تحطمت أجزاء منهم وغدت الحياة بدون طعم ولا معنى؛ بالنسبة لهم، كل ما يريدونه هو كلمات رقيقة تعانق الروح وتزرع في القلب بصيص أمل فقط لا غير، إن الامر سهل سِوى لمن لايمت للإنسانية بصلة.

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *