الأمل في زمن الكورونا

في ذكرى الفرج ليلة الإسراء والمعراج

 

هلع جماعي، سيل من الأخبار اللامتناهية.. لقد جن الناس فتسابقوا على تكديس المؤونة ليوصِد كل منهم الباب على نفسه خشية الإصابة. نعم، الاحتياط ضروري بل هو واجب في ظل التفشي المستمر للجائحة، لكن لم الهلع؟ ألهذه الدرجة غاب الوازع الإيماني في زماننا؟

ربما حان الوقت لكي نراجع أنفسنا ونعيد ربط صلة طالها الوهن مع خالقنا، ربما هي رسالة لطيفة خفية منه لتذكيرنا بضعفنا وقلة حيلتنا أمام عظمته، عسى أن نفهمها قبل فوات الأوان.

غرقنا في أمور الدنيا كأنها دار البقاء، الكل يسعى للتشبت بالحياة، الجميع يصرخ: نفسي! نفسي! ولا من مُذَّكر. استفحلت فينا الأنانية فنسينا حقوق الغير علينا، سيطرعلينا حب الدنيا فنسينا طبيعتنا الفانية.

تَهافُتنا على الأسواق وخوفُنا من الجوع أكثر من المرض بنفسه أكبر دليل على توغل الدنيا فينا وانغماسنا في فتنها، فإن كنا حريصين على تغذية الجسد فماذا عن غذاء الروح؟ أليس الإنسان جسدا ورُوحا؟ بلى، إنها الفرصة لنروي روحا ظمأى، روحا متعطشة لذكر خالقها ودعائه حتى تطمئن.

هي فرصة كذلك لإحياء الإنسانية والرحمة في قلوبنا، فالشعور بالخوف طبيعي خاصة وأن الظرف استثنائي غير مسبوق، لكن، لا يجب أن يتحول إلى هلع يجردنا من إنسانيتنا فننسى المساكين ومن لا مأوى لهم يقيهم شرا مزدوجا: الجوع والوباء؛ مد يد المساعدة لهم واجبنا وحقهم علينا.

وسط هذه الضوضاء، أجد نفسي أتأمل مليا وأتساءل أحيانا: ترى ما حكمة الله في هذا الأمر؟ وفي كل مرة أجد نفسي أزيد يقينا في حكمته وتدبيره ، أفوض أمري له؛ أقول “مدبرها حكيم” وأمضي في طريقي وكلي أمل في أنها محنة في طيّاتها مِنَح لا تعد ولا تحصى وستمر يقينا والأهم أنها فرصة لإعادة حساباتنا في الدنيا وتجديد الصلة بالخالق سبحانه.

في هذه الليلة المعجزة بالذات؛ ليلة الإسراء والمعراج، لا يسعني سوى أن يطمئن قلبي ويتلاشى خوفي؛ فالذي أسرى برسوله صلى لله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى بعد سلسلة مِحنِ عام الحزن قادرٌ سبحانه أن يخلصنا من كربنا ويجعل مع العسر يسرا، كل ما علينا أن نأخذ بسبل الوقاية ونسأل الله أن يرفع عنا البلاء متيقنين بفرجه القريب.

إسراء مستضريف

طالبة صحافية بالمعهد العالي للاعلام و الاتصال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *