كورونا…فيروس الجهل والخرافة أكثر خطرا!

عن قيمة الوعي في التصدي للجهل المتفشي في المجتمع المغربي


لا صوت يعلو الآن فوق صوت “كورونا”، فقد ألغى كل أولويات الحياة ليتربع وحده على عرش” الطوندونس” العالمي، وهو أمر جد طبيعي فلا شيء يعلو على حياة الإنسان.

ففي الوقت الذي صنفت فيه منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد “جائحة” عالمية واتخذت الدولة المغربية مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهتها، من أهمها حظر التجول لمنع احتكاك الناس ونقل الفيروس، خرج مجموعة من المواطنين المغاربة في مسيرات جابت شوارع “فاس-طنجة-سلا” ليلة السبت الأحد الماضية ملبيين نداءات عددٍ من الرقاة للدعاء والتضرع والتهليل وكأنهم في معركة متحدّين قرار حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها السلطات لمكافحة تفشي فيروس كورونا بحجة أن هذا الوباء عقاب من الله تعالى وأنه لا يصيب المؤمن المخلص في إيمانه وهذا حقا هو فيروس الجهل، ففيروس كورونا لا يفرق بين الأديان والعقائد والأعراق.

والبعض الآخر تحدى قرار إغلاق المساجد ليصلي جماعة في بابه وكأن صلاة الجماعة شرط من شروط الإسلام؛ الصلاة هي الصلة بين العبد وربه وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، لكن يكفي أن تكون في المنزل فحفظ النفس هو من الكُلِّيات الخمس، وفي حديث الرسول الله عليه الصلاة والسلام ينهى حتى اَكِل الثوم من دخول المسجد قائلا “من أكل ثوما أو بصلاً فليعتزل مسجدنا –وليقعد في بيته”؛ مجرد إدخال رائحة ثوم إلى المصليين ونهى عنها سيد الخلق فما بالكم بفيروس خطير قد يؤدي إلى الموت.
هذه التصرفات لا يمكنني وصفها سوى بأنها نوع من الأنانية المفرطة والجهل، فمن يعتقد أن صحته جيدة ومناعته قوية لتصدي الفيروس فإنه من الأنانية أن يعرض حياة الضعفاء وأصحاب الأمراض المزمنة للخطر.

ومن المضحك المبكي أنه مازال هناك أشخاص في وطننا يصدقون الخرافة، حيت تداول مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خرافة بخصوص وجود شعرة في المصحف الكريم بسورة البقرة ويضعها في الماء تختفي ويشرب منه تشفيه من فيروس كورونا وهو ما يجعلنا نتساءَلُ ألهذه الدرجة وصل بنا فيروس الجهل حتى صرنا نتسارع لفتح القرآن من اجل البحث عن شعرة وسخة لا لأجل القراءة؟

إن الخطر الذي يهددنا اليوم ليس هو فيروس كورونا وإنما فيروس الجهل المتفشي، قلة الوعي، اللامبالاة، الأنانية والخرافة؛ هذا الفيروس سيتسبب حتماً في قتلنا.

فابقوا في منازلكم يرحمكم الله…

شيماء البورقادي

شيماء البورقادي صحفية وطالبة علوم الإعلام والتواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *