زمن الكورونا

ما قل ودل عن جائحة الكورونا

إن الأزمات تكشف عن معادن الرجال


يعيش العالم بأسره أياما عصيبة بوجود شبح الكورونا الذي يصول ويجول بأرجائه، يفتك ويدمر أرواحا كثيرة في مختلف بقاعه، فجبروت الكورونا يعلوعلى سلط الدول المتقدمة حيث التكنولوجيا المتقدمة والعلوم المتطورة، فالكل خرت وضعفت قواه أمام الجائحة؛ فقالوا “انتهت حلول الأرض الأمر متروك للسماء”.

والمغرب بدوره لم يحد عن هذا، ففي غمرة التهافت على إيجاد لقاح مضاد هاجمتنا كورونا ونحن في غفلة من أمرنا منغمسون في قنة رؤوسنا، نتحسر على اعتقال البطمويات دون اكتراث، وسجلت أول حالة فالثانية، لكن دون جدوى فجل المغاربة لم يلقوا للأمر بالا إلى حدود 13 من مارس حيث أعلن حظر السفر، ليليه إيقاف التعليم ثم فرض حالة الطوارئ الصحية.

هنا بدأ المغاربة يحسون بجدية وخطورة الأمر، ففي زمن الكورونا جحافل العالم الثالث لا حول لها ولا قوة، لا هي تتوفرعلى مستشفيات ولا على أطر علمية ولا على أدنى ما تملكه الدول العظمى التي بكل ما لديها من تجهيزات ما فتئت تصارع بغية الحد من انتشار الوباء. لعل هذا يذكرك بحجمك يا إنسان، فيروس مجهري استطاع أن يزرع الرعب في قلوب من اعتقدوا عبر الزمن أنهم لا يقهرون، فالكورونا ديموقراطي لا يفرق بين صاحب الجاه والسلطة وبين الضعيف، لا يفلت من قبضته إلا من احتكم لوسائل الوقاية واتخذ أقصى الاحتياطات، فهذا الحل السحري لحدود كتابة هاته الأسطر…

ولكي لا نبخس الناس مجهوداتهم، فالمغرب أضحى من الدول التي يحتذى بها بفضل ما قامت به الدولة والشعب، فقد ساهم كبار أغنياء البلد في صندوق التدبير المحدث للتصدي الجائحة وعبر جل المغاربة عن تضامنهم أيضا، إلا أنه كما قلنا سابقا لا نفع للمناعة المادية الآن – إلا إن استثمرت في مكانها الصحيح بحكمة وروية وعقلانية.

إن الكورونا درس ووصمة على جبين المغرب وعلى جبين كل دولة استثمرت في العمران وأهملت الإنسان، فلا بد لنا بعد هذه الجائحة أن نعيد النظر في ما قمنا به، و لعلي أضع الإصبع على الحكومة، مشاريعها وأولوياتها، فاليوم لا نصير لنا بعد أنفسنا إلا الله وما علينا إلا للدعاء في كنف بيوتنا، فالله في كل مكان وزمان.

احفظوا أنفسكم من أجلكم ومن أجلنا جميعا.
#بقا_فدارك

إيمان العلامي

طالبة بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *