فيروس كورونا إيجابياته وسلبياته

وجهة نظر في جائحة هزت العالم

يعتبر فيروس كورونا آفة مستجدة، ظهر بداية في الصين لينتقل بعد ذلك إلى أغلب دول العالم. فما هي ماهيته؟ وماهي إيجابياته وسلبياته؟
اعتبر البعص فيروس كورونا صفعة أيقظت العالم من نومه وغفلته، خاصة الدول المتخلفة، وجسرا لابد من المرور منه رغبة في الوصول إلى منطقة الازدهار، إذ ما كان بإمكان البشر أن ينتقلوا إليها لو استمروا في ممارسة حياتهم بالروتين المعتاد، لكن في المقابل اختلف الناس في تحديد منبعه الأصلي إذ اعتبره البعض حربا بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والبعض الآخر مؤامرة مخططا لها من طرف هذه الأخيرة، إلا أن بعض المسلمين لهم وجهة نظر مغايرة حيث اعتبروه بمثابة عقاب رباني ناتج عن كثرة الذنوب والكبائر وكمحنة ربانية وجب تقبلها برحابة صدر اتباعا لأمر الله تعالى مع الأخذ بالأسباب.
اليوم، وفي وسط هذه الأزمة الجائحة التي شملت مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية….إلخ، والناتجة عن ظهور وتفشي فيروس كورونا الذي أبى إلا أن يكون الضيف الثقيل على الجميع دون استثناء تطبيقا لمبدإ العدل حيث لا يخلو أي حوار بين اثنين أو أكثر على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم أو لغاتهم عن التغييرات التي سيشهدها العالم توازيا مع رحيل هذا الدخيل.
إذا أمعنا النظر في ما نعيشه حاليا سنلاحظ تغيرا إيجابيا رافق بعض المجالات؛ فعلى سبيل المثال: أصبحت الدراسة عن بعد وأصبح كل متعلم مسؤولا عن نفسه ومجهوداته الشخصية تحت مسمى “التعليم الذاتي”، واجتمعت الأسر وساد شعور المحبة بعد طول غياب الأب أو الأم أو كليهما أو بعض أفراد الأسرة الصغيرة لأجل المسؤوليات اللامنتهية؛ اعترف الجميع أخيرا بأهمية العلم فلولا الأطباء لقرئت الفاتحة على أرواحنا منذ زمن، ولا ننسى تسليط الضوء على المجتمع المدني بما فيه الجمعيات التي لم تبخل بالغالي والنفيس من أجل المصلحة العامة.
بخلاف ذلك، انتشر الخوف والقلق مابين أفراد المجتمع بارتفاع عدد المصابين والموتى وهذا أمر عادي إذ بفضل التكنولوجيا أصبحت الأخبار تنتشر هنا وهناك بسرعة البرق.
من خلال كل ما سبق، ومن وجهة نظري الشخصية، أرى أن هذا الوباء جاء في الوقت المناسب ليعلمنا مفاهيم عديدة كالسعادة والإيثار والتكافل الأسري والتضامن المجتمعي، ولولاه لما علمنا بأهمية مجموعة من النعم التي اعتدنا وجودها، والآن بعد زوالها ندعو الله أن يعيدها لنا! فمن كان في نعمة ولم يشكر، خرج منها و لم يشعر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *