تعرف على ذاتك !

نصائح لتحرير الطاقة الإيجابية

منذ طفولتنا، نتذكر تلك الأيام الجميلة واللحظات الرائعة التي تمضي سريعا، فما أجمل أن نحاول عيش كل لحظة جميلة فيها، حيث كلنا نأمل أن تنعاد تلك الأيام المفعمة بالسهولة، بالضحك وبالحب. لكن بمجرد أن نصير أشخاصا بالغين، يتوجب علينا التحلي بالصبر وروح المسؤولية لتطوير شخصيتنا إلا أنها وبدون شك ترتبط بمشقة وصعوبات، فنتجاهلها ونشعر بتبعثر أفكارنا، بلوم الآخرين، فنصير أشياء متلاشية لا قيمة لها. إذن، كيف نكتسب الطاقة الإيجابية ونسير نحوها؟
قبل سنين كنت أعيش حياة عادية مملة حيث كنت أعاني من ضيق الوقت والملل، كما أنني لم أكن أمارس الرياضة بشكل منتظم والتي تلعب دورا مهما في بناء الجسم و طرد الطاقة السلبية، فجل وقتي كان ضائعا في أشياء وأفكار بالية لا علاقة لها بالمنطق، لا أنسى أن اختيار الأصدقاء شكل لي دورا حاسما في مساري الدراسي، فعند اختيارك مثلا لأصدقاء مفعمين بالتفاؤل تشعر كأن الوقت ثمين جدا بوجودهم.
طبعا لا شيء يدوم إلى الأبد، فعند كل حدث يرحل أصدقاء ليأتي محلهم أصدقاء جدد حيث تجد نفسك وسط حلقة من التغيرات المجتمعية والاجتماعية والنفسية التي تفرض عليك مجموعة من القواعد والشروط للعيش بأمان بعيداً عن المشاكل، إلا أن ما يميز الشخص هو خروجه من تلك القوقعة بأفكاره المتألقة التي يجب عليه فرضها بحجج وتغيير نفسه نحو الأفضل.
كما اهتممت بمفهوم الإيجابية وثأتيرها على حياة الإنسان، كنت أطرح على نفسي مجموعة من التساؤلات كالآتي : هل نكتسبها من مجموعة من الشباب على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ! أو من خلال الأفلام ! أو عبر المشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية ! أو من خلال قراءتنا للكتب ؟
كلنا نتفق أن الطاقة الإيجابية تتركز على دور الآباء والأمهات مع الأبناء من الصغر إلى الكبر لأنه عند امتلاكهما الحب والتفاؤل والتعاطف والتهذيب،لا يجد  الصغير مشاكل نقص الحب والشعور بالسلبية اتجاه محيطه. كما أن تبسيط الحياة والتذكر أن الغد أفضل من أقوى العوامل التي يجب على الشخص أن يبدأ بها يومه لقضاء وقت ممتع. ثم إن قراءة الكتب لها أثر كبير في بعث الطاقة الإيجابية إلى المرء، ولا ننسى اختيار أشخاص قدوة يساعدون على تغيير طريقة تعاملك مع الأشياء؛ أيضا، المشاركة في الفعاليات الثقافية تساهم في تعزيز الجانب الثقافي والاجتماعي وأخيراً ترتيب المحيط يساعد كثيراً على زرع روح المسؤولية.


كل هذه القواعد تولد الإصرار والإرادة لدى الفرد على تحقيق أهدافه وغاياته من خلال إيجاد حلول للمشاكل السلبية وكيفية التعامل معها.


حسب رأيي المتواضع ، يجب على الإنسان عدم تحميل نفسه ما لا تطيق وذلك بالتعرف على الذات وقدراتها لإنجاز أمور مذهلة وأيضا عدم الارتباط بالماضي وتبرير الأخطاء به، وكذلك اليقين والإيمان بالنجاح والشعور بالسعادة والاعتزاز والحب، كما أن خلق بيئة إيجابية يساهم في اختيار الصحبة الصالحة وتعزيز روحه.
وأختم أخيرا بقولي أن الإنسان مع مرور الزمن يصبح أكثر تصالحا مع ذاته، ويبحث عن الهدوء وراحة البال، وتقل قدرته على تحمل زلات الآخرين، حيث يكتفي بالاحتفاظ بنفسه.

عمران بهاوي

أمازيغي مسلم، طالب بالسنة الثانية بكالوريا مسلك علوم فيزيائية فرنسية ، أهتم بالعمل الجمعوي وأشارك في الفعاليات الثقافية التي تساهم في تطوير الذات ونشر الطاقة الإيجابية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *