في منتصف الليل

صراع أفكار ومشاعر مؤرقة

ها أنا ذي في منتصف الليل، مرة أخرى بدأ الحنين لكل شيء وبدأت معه نوبات الأنين تدق أبواب قلبي ومشاعري البائسة.. تراودني أفكارعن أحلامي التي توفيت رغم كل المحاولات التي فعلتها لأنقذها، لكن بدون جدوى، اختارت هي الأخرى أن تتخلى عن العشرينية البائسة التي لا دور لها في حياة المنافقين.

فبعد منتصف الليل ينام الجميع إلا العشاق والأشخاص الميؤوس منهم مثلي ثماما !.. في منتصف الليل تصمت ضحكاتنا المزيفة وتتغير ملامحنا السعيدة وتموت ابتسامتنا المرسومة فيبدأ العراك؛ نعم العراك بين أفكار عقلي وأحاسيس قلبي.

فقلبي يفيض بكل ما يحمله من أوجاع وعقلي يبدأ في التفكير اللامنتهي في تفاصيل حياتي وعن الغد الذي لا أظنني سأعيشه.. هذه معركة بين المرفوض والمفروض بين التقاليد والعادات والدين .. كم تمنيت ان أنام ليلة واحدة بدون صراع و بدون دموع تسقط على وسادتي المسكينة التي تشاركني كل سهراتي البائسة ..

أحاول دائما أن أغلق هاتفي وأنام باكرا هروبا من واقعي وهروبا من السهر ومن البدء في الحرب مع نفسي. وعلى الرغم من أن الليل صديقي وأن لا أحد يعرف تفاصيلي غيره وحده يسمع أتفه قصصي ومشكلاتي دون تردد، يسمعني كل يوم ولا أذكر أبدا أنه قاطع حديثي يوما، كان دائما يستقبلني بحب، لكنني اخترت التخلي عنه والنوم باكرا لأن النوم هو التعويض الحقيقي عن بشاعة هذا العالم.

عندما أنام لا أكون حزينة ولا سعيدة ولا وحيدة أيضا، حينها أكون لاشيء!.. النوم هو الحل الأنسب للهروب من كل شيء مزعج وأحيانا أهرب حتى من الأشياء الجميلة،لأنني أخاف أن أصدقها وترحل كما فعل الجميع!

أعتقد أنني لا أستطيع أن أتجاوز كل مايحل بي، لذا جعلت هذا الشعور يمتلك شيئا بداخلي، حاولت خداع الحياة لأعيش كما تريد نفسي، فخدعت نفسي وعشت كما تريد الحياة!

سناء ايت صالح

21 سنة، طالبة جامعية

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *