الحجر الصحي في الجزائر

آهات من الحجر الصحي بالجارة الشرقية للمملكة

في ظل أزمة كورونا فیروس العالمیة ها هي الجزائر الیوم تعیش حجرها الصحي على أساس أن الوقایة خیر من العلاج ، لكن السؤال الذي یطرح نفسه هنا : هل حقا الدولة الجزائریة تهتم إهتماما خالصا بوقایة مواطنیها من الأمراض ؟

إن السيء في هذا الحجر الصحي هو أنه یذكرنا یومیا بأن الشعب الجزائري عانى طیلة السنوات الفارطة من الإهمال الطبي و الرعایة الصحیة في المستشفیات الحكومیة و أن الفرد الجزائري لا یتمكن من إجراء إلا الجزء القلیل من التحالیل الطبیة لدى مستشفیات الدولة و التي على الأغلب لا تكون باهظة الثمن حینما تجرى
لدى مختبرات الخواص، لكن المستوى المعیشي المتدني للفرد الجزائري یجعله یوفر ذلك الثمن الزهید لنفسه؛ فیُفضل بالتالي مخابر المستشفیات الحكومیة على مخابر الخواص لیَعتبر ذلك مجهودا جبارا و إمتیازا عظیما وفرته له دولته الكریمة بعطائها، أما الفحوصات التي تحتاج الى إنفاق نصف مدخول المواطن إن لم یكن كله في بعض الأحیان فدائما ما تكون علة عجز المواطن الجزائري عن إجرائها هو أن الأجهزة المخصصة لذلك معطلة، و في هذا الصدد فإن السیدة “یمینة بیدار مديرة الصيانه بمستشفى مصطفى باشا و حسب تصریحها فقد حصرت مشكلة الأجهزة في إطار عدم توفر الكفاءة القادرة على إصلاحهم.

لیس هذا فحسب بل معاناة الفرد الجزائري من إهمال تكفل الدولة برعایته صحیا تتجاوز هذا النطاق لتصل إلى میاه الشرب الملوثة التي تتقاطر من حنفیات الفرد الجزائري بین عقد من الزمن و آخر لتكون ممزوجة بمیاه قنوات الصرف تارة و بالأتربة تارة أخرى.

أما الجانب الأشد سوء مما سبق ذكره هو أن أزمة تلوث میاه الشرب لا تزال قائمة و لا یزال یعاني منها الفرد الجزائري و هو في قلب ما یعرف بالحجر الصحي مما لا یعطي أي إشارة إیجابیة على أن الإهتمام برفع مستوى العنایة الصحیة في المستشفیات الحكومیة سیكون مكفول مستقبلا،  في هذا الصدد فقد نوهت الدكتورة مرزوق فتیحة رئیسة مصلحة الطب الوقائي والأمراض الوبائیة بالمؤسسة العمومیة للصحة الجواریة بوشنافة سیدي محمد بالعاصمة في تصریح لها للقناة الإذاعية الأولى بأن استخدام المیاه الملوثة للشرب أو غسل الفواكه یسبب الإسهال للأطفال وجفاف أجسامهم ناهیك عن تسممات غدائیة للأطفال كما الكبار، مع احتمالیة الإصابة بمرض التیفوئید و الكولیرا.

إذن، ما یمكن قوله حسب السیاسة المُمَنْهجة من قبل الدولة الجزائریة هو أن دولة الملیون ونصف ملیون شهید تجبر أفرادها على دفع فاتورة الماء الملوث الذي وإنْ أرادوا تفادي شربه استحَمّوا به ثم دفعوا فاتورة أخرى اسمها المياه المعدنية.

فیروس كورونا -أو ما یعرف كذلك باسم كوفيد 19– الذي ألزَم الدولة إعلان الحجر الصحي كعطلة وقائیة مدفوعة الأجر للعاملین جعلها في موقف لا تحسد علیه لأنها لم تراع أبدا أنه هناك أفرادا فوق سطح هذه الدولة یقتاتون بشكل یومي لا شهري ولا یملكون بطاقات الشفاء التي تكفلت بتمدید مدة صلاحیتها، فماذا عنهم هؤلاء و ما موقعهم من الإعراب !

الحجر الصحي في الجزائر

منى العيادي

حقوقية جزائرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *