ولادة

خواطر عن الولادة

من عبث القدر أن تجد نفسك في زمان ومكان غير مناسبين.. صدفة أم خطة.. لا يهم فالأمر سيان ولن يغير شيئا من حقيقة وجودك!..ربما تلك اللحظة الأولى التي تصرخ فيها كأنك تتذمر مما سيأتي فيما بعد.. ولايخذل المستقبل توقعاتها.. بل يحققها ويتماهى معها كاستمرارية لمضمون الشيفرة الأولى..

آقدر أن نحيا في خندق؟ أم أنها استجابة لليلة حمراء أصيبت بعمى الألوان؟ عن أي امتداد وعن أي استمرارية يتحدثون.. يتفاخرون ويتباهون ..؟ ا لهذه الدرجة نحن قطيع ..؟! انه لشيئ فظيع!.
حتى ” الخلفة” أصبحت ريع، لا تندر بقدوم ربيع، بل الازهار تذبل في لحظة الشروق وتعانق السواد عند اكتمال قرص الشمس.. تكاثر بكتيري لا معنى له، لا يزيد سوى الطين بلة ولا يفرخ سوى مبيدات الأحلام والحياة ..

أشلاء بأسماء وأرقام بطاقات هوية تمشي على الأرض.. تتجرع نفس المرارة وتجتر نفس المأساة. . عادة ؟ عبادة؟ المهم أنها لا تقدم إفادة..
اكتظاظ مجاني في الخواء وانسداد أفق الخلق، والولادة الحقيقية.. جنحة، جناية، جريمة.. ؟
هل استأذن أحدهم ذلك المولود قبل قدومه ؟ أم أنه وحي ملائكي استوفى شروط العبور وأقتبس من ذاك النور، فأرسل كنجمة صيفية تضيء ليل المتشائمين.. بابتسامات صباحية لا تعرف النفاق .. وبكاء صادق يطرب مستمعيه ليلا حد الأرق ..

ابتسامة المولود الجديد جرة عسل.. وكأنه يعبرعن سعادته بالقدوم لعالم مليء بالفرح ..يرسم من خلالها أفق انتظاراته منا ومن العالم المفترض ونحن نرى في عينيه البريئتين مهربا من حلكة الظلام الدامس الجاثم على صدورنا.. بعد أن هزمنا بالضربة القاسية القاضية.. ولم يفسح لنا مجال  لجولات أخرى لاستدراك النتيجة…
أيام بعد صدمة الولادة وتشرب قسمات الواقع.. ينتقم منا تلذذا بالتبول والتبرز بين أذرعنا وأحضاننا رفضا أحيانا وانتقاما أحيانا أخرى .. ونحن؛ نتبادل” بغباء” قهقهات استلطاف المفاجأة بالفعلة الشنعاء غير المتوقعة ..

ولم نفهم الرسالة بعد!.

ولادة

خالد وديرو

مدون و طالب إعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *