الإنسان عدو ما يجهل

والحقيقة عدو منطقة الأمان

إن الانطلاق من السؤال التالي: هل الإنسان يحب الأشياء الجديدة الغير المألوفة؟ يجعلنا نبحث عن الإجابة عن ذلك، من خلال الاستقراء والبحث في أعماق النفس البشرية والتي غالبا ترفض كل شيء مختلف عنها سواء كانت ديانات أوعلوما أو أفكارا أو عادات أو تقاليدا غريبة عن بيئته وثقافته وما اعتاد عليه، والأمثلة متعددةعلى مر التاريخ .

فماذا لو استمع النظام الصيني لتحذيرات الطبيب الذي حذر من ظهور فيروس كورونا، هل كان سيؤول بنا المآل إلى ما نحن عليه الآن؟ أم أن تعنت النظام الصيني واستبداده هما ما جعلانه يرفض ذلك ولو على حساب وطنه وشعبه ودول العالم بأسره ؟
الأشخاص في الغالب أعداء ما يجهلون، فالحقيقة التي لا يحبها الناس متعددة الأوجه، فكل شيء غير ظاهر وخفي عن أعيننا لا نحبه أو بالأحرى لا نتقبله، لكن هل هناك علاقة بين رفض الحقيقة أو المعرفة والبحث وجهل الناس؟ أم أن الإنسان بطبعه لايحب الحقيقة ويفضل أن تظل خفية لأنه يخشى من تخطي مساحة الأمان الخاصة به لكي يبقى مستفيدا من الكسل والتراخي الذي يمنحه له الجهل؟

فالجهل يجعل الإنسان في منطقة أمان، يعيش في رتابة وروتين دون أن يأبه للتغيير أو يعتريه فضول البحث أو المعرفة والتنقيب. وعلى عكس ما ذكرناه آنفا في المثال الأول، ألا يستفيد البعض من هذا الجهل؟ فمثلا الأشخاص القائمون على رعاية المرضى في “بويا عمر” كانوا ولازالوا يعتبرون أن من يخالف رأيهم بمثابة عدو لهم على الرغم من أن الأغلبية الساحقة تعلم جليا أن كل ما يقع هناك ليس سوى بدع وجهل وتخلف وشرك، أليس الجهل هنا يعد مساعدا لهم على ضحد الحقيقة وتمرير مغالطات كبرى على أنها حقائق؟
إن الإنسان بفطرته السليمة يستطيع تبين الحقيقة جيدا لكنه أحيانا لا يتقبلها، فغالبيتنا تتوق لسماع ما يطربها وما يتماشى مع أفكارها ومعتقداتها حتى لو لم تكن حقيقة، المهم أن تطمئنهم وتخبرهم أنهم على حق. الإنسان عامة  يحب من يجعله يعيش في الوهم؛ وهذا ما جعل من الإنسان عدو ما يجهل.

الإنسان عدو ما يجهل

Exit mobile version