الوميض

صراع داخلي قبل الشروع في الكتابة

فترة حيض ذهنية.. تستمر فيها تلك الأفكار في التدفق من جديد، وأقابلها أنا بالإهمال والتجاوز. أفكار،تخيلات،احتمالات،ما­ذ­ا لو…؟ ينتابني شغف شديد لأكتب…

لو دري أحدهم بتلك الأفكار التي تجول في خاطري لاستغرب،كيف لخرقاء مثلي أن تفكر هكذا؟ كيف لغبية لا تفطن إلا في ترهات الفتيات المتقلبة،وفي وسامة من تراهم كل يوم،وتقضي معظم الوقت في البكاء والتحسرعلى أتفه الأمورأن تغوص هكذا في بحر نفي فيه العظماء؟ تلك أنا قبل أن تفيض دماء رأسي بكلمات أعمق من سطحية أيامي البالية.خالجتني هاته الأفكار مراات قبل اليوم فكانت كالوميض يطل ويختفي،الفرق أنه ليس لي يومية أعد فيها فترة حيضي،هل من الأرجح أن أزور الطبيب؟ لكن ماذا سأقول وبما سأتفوه؟..أقول أن دورتي الشهرية أو السنوية أو العقدية غير مرتبة؟ وأنها تباغتني من غير دراية مسبقة بها.كما أنها تحمل لي ألما من الكلمات لاتكفيني جرعات الدواء للتهدئة من روعه.ربما سأجعل عقل الطبيب يفر من رأسه،او قد يفر مني هاربا،لكن تا الله أن هذه هي الحقيقة.

بدأت هذه الدماء تسود في أرجاء جسدي شيئا فشيئا،تجعلني مكبلة بها لا أستطيع الحراك إلا بعد إذنها “آه” لو كان يجدي قول “آه “في شيء!.

أتمنى لو ينتهي هذا الكابوس المرعب،لكنه بالأحرى ليس بكابوس،هي أفكار ترتقي بي لغايابات جب الأقلام والكتب، تراودني كل دقيقة لتؤلم رأسي مجددا بذاك الصوت المربك وتلزمني على الكتابة،فأرد عليها واقول لها: انني عاجزة عن التدوين ذريني شاني!.
فتقول لي :اكتبي ما أمليه عليك أيتها المسلولة الهاربة من غمدك، تركت الحابل والنابل أن يجعل منك آلة تأكل وتشرب وتنام وفي جوفها يباب يستحق أن يكتب عليه الشعراء قصائد طللية يرثون فيها حالك.أنت مزروءة بي ولا مفر لك،بل حتى لا أعلم لما تحاولين الفرار وأنا أحاول جاهدة أن أرمم الخراب الذي بداخلك،كنت ذات قلب أبيض ناصع يرقص ويغني فرحا بما لديه،والآن هيا انتهت حفلة الشواء التي بداخلك وصارت رائحة الدخان تنبعث منه لتنفر الآخرين منه بعد أن أحرقوه وجذفوا أقوالهم به.جهزوا لك النضائد وأخبروك أن النيام أفلحوا وما الشقاء إلا للحالمين المكافحين لأجل اللاشيء،فصدقتهم.آه لو كان لي كف لصفعتك لأوقظك من غيبوبتك!.

لكن لا داعي فأنا الآن في كل خلية من جسدك ولن أرحل مجددا حتى نريهم أنا وأنت من تكون هاته الخريدة بدم الإبداع، فلن أتخلى عنك حتى أتلذذ بصراخك في وجههم من خلال صمتك القاتل والمخيف والذي يحمل لهم مفاجآة مرعبة…!
فاجبت افكاري  هاته قائلة :-صدقتك يا هذه حقا فبعد أن قلت الخراب تلاشت قواي وتذكرت كل هزائمي وأنا منذ اللحظة تحت أمرك.
ردت بحزم:كفي عن هذا القول!! أنا وأنت تحت أمرنا لا امري وسنريهم من تكونين حقا.حسنا؟!

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *