هل هذا هو الحب

خواطر عن حب مستحيل

في ثنايا القلب يختبئ شعور دفين، حب عذري قديم لم يكن من أجل مصلحة… كلما أتى على البال بكت له العين وانفطر له الفؤاد، لم يكن ليكتمل يوما، حب عفيف مستحيل. وهل تلام النفس على وقوعها في الحب؟ ونحن أمام اختيار الحبيب عاجزين!… وكما لم نختر القدوم للحياة بإرادتنا كذلك هوالحب، لا يستشيرك للدخول ولا يمنحك فرصة الانتقاء؛ لذا فلا لوم إن سقط قلبك في بركة وحل. تلام على ما بعد الحب،عن تصرفاتك نحوه وفي كونك شجاعا كفاية للتخلي عنه إن لم يكن مناسبا.

يقال أن الحب أعمى؛ لم أؤمن بهذا القول يوما حتى تردد على مسامعي في نفس الوهلة التي أدركت فيها أنني في قاع ذلك العشق. فكيف أهرب منه؟ وهو كالقرين، أحمله معي أينما حللت وارتحلت، واتساءل لماذا هو؟ ما الذي جذبني إليه منذ الوهلة الأولى التي وقعت عيني عليه؟

شعور دافئ تدفق داخلي لم أشأ أن ينقطع فقدت نفسي فيه، مقشعرة البدن أتسائل عما يميزه؟ وما السحر الكامن وراءه؟ الأمر ليس متعلقا بالمظهر الخارجي فأنا لا أنخدع به، سر ما بداخله. كيف لي أن أتيقن من الأمر؟ وهذه أول مرة أصادفه فيها، لم نتبادل لا نظرات ولا أحاديث ليلة بيضاء أهداني فيها السهد حلما ورديا قابلته فيه.

ما الذي  يواريه عني القدر؟ أهذا ما يسمى بالحب من أول نظرة؟ هراء… لقاء ثان بالصدفة كلمني فيه جعلني أشل من الصدمة ولا أحرك ساكنا فبدوت كالبلهاء أمامه، أترنح من ثمالة الشعور بالانجذاب. توالت اللقاءات وتطورت العلاقة كما المشاعر، فتارة ابتسامة وتارة أخرى أحاديث ثانوية أغرق فيها في تفاصيله الصغيرة، حاولت تقييد أحاسيسي وكبح جماحها لكن الكائن الماثل أمامي يجعل من مشاعري مولد طاقة تتجدد كل يوم لتضيء الدنيا بوميضها.

وقعت في الحب، أجل! لم أعترف لأحد بل أنكرت ذلك على نفسي أيضا، لكن رفرفة قلبي عند مقابلته لم تنكر، بتسامتي البلهاء أفسدت خطط الليل في المقاومة وبريق بؤبؤي عيني قالا ما لم ينطق به اللسان. اكتشف الجميع من حولي مشاعري تلك إلا هو!.

حطم قلبي لأنه يعيش في دوامة حب من طرف واحد.. وبين التردد في الإفصاح عنه والخوف من فقدان علاقة الصداقة بيننا كانت الصدمة الكبرى أنه كان مرتبطا ولم يكلف نفسه عناء إخباري بالأمر يوما؛ أصابني الإحباط وانهرت تماما…!
حاولت الابتعاد لكن باءت كل محاولاتي بالفشل الذريع، فكلما ابتعدت ميلا اقترب ميلين، لماذا لا يفارقني؟ لماذا يعاملني و كأنني حبيبته؟
أخذت العلاقة منحى آخر وصار البرود سيد الموقف إلى أن أتى ذلك اليوم الأسود حين اعترف بمشاعره نحوي فلم أعرف حينها هل يفترض بي أن أفرح أم أحزن؟ لماذا تعاملني الحياة بهذه القسوة؟ ألا يحق لي أن أشعر بالسعادة يوما؟ لم يكن أمامي سوى رفض تلك المشاعر فالمبادئ قبل الحب وألف لعنة على حب محرم محفوف بالأشواك، سأنسى ذلك اليوم وسأطوي هذه الصفحة إلى الأبد وسيعوضني إلهي بخير حب.

تمر السنوات وهاقد شارفت على الهلاك، لم أنس تلك المشاعر ولا تزال رائحتها تنبعث من القبر الذي دفنت فيه، لكن ما الحل؟ تذكر تفاصيلها والصمود… فلعل في الأمر خيرا لم أبصره.
لذا يا عزيزي القارئ إن صادفك ذات يوم حب مستحيل لا يليق بك وبأخلاقك، فلا تنسق وراء لذته وتعصي خالقك فتحطم قيود أخلاقك ومبادئك، اكبح جماح تلك المشاعر وارحل عن ذلك الحبيب، فلا خير في حب يمزق أسرة ليجمع قلبك بقلبه،احرص على انتقائك للأفضل وستهديك الحياة قلبا في قالب من فضة.

هل هذا هو الحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *