لأجلي فقط

يوما ما قد نصل ويتغير القدر

‎تهمس لنفسك ألف مرة ومرة بأنك لن تستطيع تحمل المزيد وأنك قد بلغت ذروة التحمل وستخور قواك في أية لحظة، وفي كل مرة تثبت لنفسك أنك تستطيع.. لقد قاومت.. سابقت الجدران والدروب بهمة وعزيمة.. ليال طويلة مرت نزف القلب فيها كثيرا، نزف الدم والدمع على حد سواء.. هاجمتك ذكرياتك كلها في وقت واحد؛ كم هو مؤسف أن تكون تلك الذكريات ليست أكثر من مجسم يغزو قلبك عمقه.. يقتحم جزءك الذي مازال ينبض مرارة الحياة.. يلاحقك وحي أينما وليت وجهك كأنه الشبح الأكثر رعبا.. يذكرك بما مضى ويقض مضجعك..

ما بين ليلة وليلة عاد هطول المطر من جديد.. لأتأمل فرحا وسعادة عارمين.. أشعر لوهلة بدفئ لكنه سرعان ما يتحول إلى برودة تكاد تنهي حياتي.. كنت دوما قوية رغم إيماني الراسخ بالضعف.. كنت سعيدة رغم أن شعور الوحدة ظل يلازمني على مرور السنين..

تأملت خيرا في القادم.. رأيتني سأصل عاجلا أم آجلا إلى مبتغاي وأحلامي.. فعدم استسلامي ذاك فيه كمنت نقطة قوتي، مما زاد في الكيل كثيرا ورجح الكفة لصالحي.. طاقات وطاقات قدمتها لنفسي فأنا دوما كنت وحيدة رفقة أفكاري التي لن تعوها ما حاولتم وأنيسة هلاوسي التي لن يفهمها سواي.. سعدت وحدي بمعية عالمي الذي أعطاني آمالا لا تنتهي.. أحبني وأراني الواجهة الجميلة في الحياة؛ كانت لوحة تحمل جل معاني الأمان والعطف.. كانت ألوانا جميلة شعرت بمكنونها وبالعمق الذي تختزله فقد كان كل ما افتقدته في رحلة حياتي القصيرة.. عشت قليلا لكنني عانيت الكثير.. عشت دوما دون أمان وحب ودفئ لكنني الآن أدركت أني صمام الأمان الوحيد لنفسي والحب والتفاؤل وكل المعاني الجميلة؛ ومادمت أملك يدين فالواحدة ستدفئ الأخرى..

كنت وحيدة وسأظل كذلك برضى وفرح تامين.. فرب وحدة تليها قوة خير من جماعة يليها الضعف والوهن..
عش كونك أنت ولا تتنازل عن طموحاتك ولو كانت أحلاما فمن يدري يوما ما قد نصل ويتغير القدر.. فنجد أن عمرنا الذي لم نهدره في الاستسلام لطغيانهم وجبروتهم المزيف لم يتلاشى هباء.

لأجلي فقط

شيماء شعبي

شيماء شعبي اثنان و عشرون عاما ، اتابع دراستي بالسنة الثالثة بكلية الاقتصاد و حاصلة على دبلوم في التسيير ، متيمة انا بالكتابة حيث اجدها متنفسي الوحيد في زحام حياتي و كذالك القراءة اللتي تزيدني إلهاما في التعبير .