باب الصبر ماعليه دحاس

ما كان ربك نسيا

أنت: واعندك تنساني !

هو : لا كون هاني ،انت في بالي والله… عطيني غير شوية دالوقت ونعس على جنب الراحة

انت : إوا الله يرحم والديك ويفرجها عليك كيف فرحتني هايدا..دابا عاد عن رتاح ….

نطمئن لطمأنة الناس لنا عندما يتعلق الأمر بمعروف سيقدموه لنا أو مصلحة أو ماشابه، نفرح كثيرا عندما يخبروننا أنهم لم ينسوا الموضوع وأنها مسألة وقت فقط؛ تتجدد ثقتنا بهم وننام على جنب الراحة ـ نسبياـ في انتظار أن يوفوا بوعدهم لنا.

عبارة “انت في بالي” تريحنا، فماذا تفعل بنا عبارة “إنك في أعيننا “؟ ثلاث كلمات ذات مفعول خرافي من حيث تقوية الثقة وجلب الطمأنينة وراحة البال.

{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَاۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُۖ} (الآية 46 من سورة الطور)؛ تأثير هذه الآية عظيم فعلا، شيء من التربيت الجميل على الكتف والسكينة المفرطة، بيد أنه علينا أن ننتبه لنقطة مهمة وحاسمة؛ ألا وهي مسألة الصبر.

فالله يطلب منك أن ثثق فيه وتمهل الأمور بعض الوقت أو ربما الكثير منه، وهنا مربط الفرس حيث كلما طال الوقت كلما تراجع مستوى الثقة وتربص بنا الشك من جديد فنتساءل هل يمكن أن يتخلى عني فلان؟ هل كان يهدئ من روعي لا أكثر؟ وغيرها من الأسئلة المشككة والمحبطة، وقد يحدث أن نسأل أنفسنا أحيانا: هل تخلى الله عنا ؟ حاشا له سبحانه، فهنا نكون قد وقعنا في فخ الانتظار، وشتان بين الانتظار والصبر، فالانتظار عادة أما الصبر فهو عبادة.

وكما يقول المثل المغربي الشهير: “باب الصبر ماعليه دحاس“.

أعتقد أن مسألة تذبذب يقيننا بالله مسألة عادية ومرتبطة بمدى إتقاننا لفن الصبر ومواظبتنا عليه باعتباره من أصعب العبادات.

روض نفسك المتسرعة وتحل بالصبر قليلا، فما كان ربك نسيا، وما منعك الآن إلا ليعطيك فيما بعد، وما ضيق عليك الحال في ساعة إلا ليفرجه ساعات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *