في ذكرى النكبة

خواطر فتاة فلسطينية في #ذكرى_النكبة

إنه يوم 15/5/1948، يوم النكبة

المخيّم ؛ فن اللاجئ الأخير !

هل جاءتك بيارات فلسطين ! على الريح الواقفة على أمواج البحر الميت !

لم تكن غربتي مجرد سياحة ولم يكن تهجيري مكانا للإقامة، ولم يكن قلبي هكذا غريبا مثل الآن..، تنخرت رصاصات كثيرة في جسدي رغم ذلك ما زلت أحاول حتى آخر رصاصة تطلق على قلبي ..

على سطحِ المُخيم والحجة بتِعمل هالطابون ببلاد الغُربة بعد ما تهجّرْنا صِرنا نغني ( جيبلي العجينة والشوبك يا صبية ،، خليني ارق هلخبز على الفرنية ،، تحت برتقال يافا، صِبّي الشاي بالكاسة جفرا ويا محلاه بلادي خيرها بمد عْ الوادي ريتو يسلم هـ الجأني )

يراق دمي على شفتي مدينة أقول أحبك ووجهي يخرج ثائرا ،، اشتقت إلى مدى بعيد لم أستطع النوم بما يكفي الشوق فيِ قلبي أصبح ممزقا كهـويتي التي لا يبالي بها أحد إلا المخيم ….

من يافا، لطبريا لحَيْفا هناك رصاصات نخرت بين أعضاء جسدي ،، ومن الناصرة والرملة وغزة وحطين، بدأت
نكبتي …!
و تسمع حفيف الأشجار في رام الله ؛ لو تصغي قليلا للريح..

ذاك نفسه إلـى حد الآن أسعى وراء الانتقام منه دون شفقة أو رحمة، سأستغل فرصتي هذه لأخذ ثأر الشهداء ودماء الأطفال الذين رأيتهم مَرميين على أبواب بيتي في المُخيم.. لن أرحم الاحتلال ولن أرحم من طبّع وتوطأ معه و تاجر بقضيتي و دماء شعبي لن أنسى ، لن أسامح و لن ارحم …

هاته السنة يمر اِثنان وسبعون عاما على نكبتنا ونكستنا ..
أنا المنفى والحقيبة؛ أنا المفتاح والبيت وأنا اللاجئ …
أبني في غربتي فكرة، أسير نحوها كالمناضلين، أزرع رصاصة في جسدي كالمصاب.. أنا العائد، أنا القادم، أنا الشهـيد …

يبدو الإنسان محقا؛ عندما يتشبث بالأرض. وأنا هكذا لاعلاقة لي بأحد سوى الوطن، أعني أني أبجل الأرض التي تقوم سيرتها على دماء الشهداء ؛ وهذه بلادي الحبيبة فلسطين، ولأن الاحتلال يريد أن يقلعني بقوة من جذوري سأقول له : أنا وكامل قوتي ورغبتِي باق هنا بكل شموخ وقوة لن يثنيني شيء..

و في الختام، سأقول : اجعل حق العودة مبدأك الأول والأخير في هذا العالم؛ قدس حقك واسع لأجل نيله.
صافحوا الموسيقى، هي لا تنقل الأوبئة ولا تلطخك بالسم السياسي، وردد بصوتك العالي الغاضب : إني مالك الأرض أنا الصدى في الجبال، وأنا صبر الزيتون، أنا الشهيد الذي نزفت على جسده الكلمات!

72 سنة مرت
لن نستسلم للاحتلال ولن نخضع لحكم فاشل ولن نترك الأرض للأوغاد.. إننا عائدون بإذن الله تعالى !

أيها اللاجئون : الأرض واللغة والهوية وكل فلسطين لكـم.

منى حسام

في ذكرى النكبة

منى حسام

مدونة فلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *