ومن أوتي الحكمة

عن الحكمة و الحكماء

الحكمة في  تعريفها اللغوي تعني العدل والعلم والنبوة والقرآن،ونقول أحكم الأمر أي أنه أتقنه فاستحكم ومنعه من الفساد.والحكيم لغة هوالمتقن للأمر وواضع الأشياء في موضعها.والحكمة في القرآن تعني المعرفة بدين الله والفقه فيه، وكذا التفكر بأمر الله واتباعه.

وتجارب الحياة بكل شؤونها ومشاغلها الدينية والدنيوية تخبرنا أن الحكمة هي :

  • أن ترى الحياة بمنظور تفاؤلي دون أن تتجاوز الاطار الواقعي للصورة،وأن تسرح بعيدا عن واقعك دون أن تضل سُبل العودة إذا لم يتغير أي شيء.
  • أن تحل الأمور وتناقشها من جميع الزوايا مع الحرص على كبح زاوية الأنا قليلا !
  • أن تدرك متى ينفع ان تفكر خارج الصندوق ومتى يجب أن تفكر داخله.
  • أن لا تهتم بشطحات الاخرين بقدر ما يجب أن تهتم باحتواء ذلك.
  • أن لا تشغل بالك كثيرا،لأن المُر مهما كان مرا سيمُر وأن المال لو كان يدوم لدام لغيرك.
  • أن تدرك أن خشية الله تكون في القلب أولا وأخيرا.
  • أن تقضي شؤونك بسلاسة ومرونة دونما أن تلحق أذى بالآخرين.

والحكمة إن صح التقريب إلى معناها،هي خليط لا متناهي من المعرفة والخبرة والتجربة والفهم العميق والتأمل والبصيرة والعدل والتوازن.وهي علم نظري في تقصي الحقائق والبحث عنها بعيدا عن المتناول والمتداول بين الناس.والحكيم في نظري،هو من يستطيع في أحلك الظروف أن يحافظ على قدرته على التمييز بين الباطل والحق، بين المقبول والمرفوض،بين النافع والضار،بين الجائزوالممنوع .بين المتضادات القريبة من بعضها البعض.

ومن أوتي كل هذا فقد أوتي شيئا عظيما وتبوأ مكانة سامية ! يقول الله تعالى “ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ “( الآية 269 من سورة البقرة).

وصدق الحق تعالى في قوله أن من آتاه الحكمة فقد آتاه خيرا عظيما، فهي أكبر عطاء من الله ،لكونها نور من أنوار المعرفة الصادقة وأهم ثوابت الحق…هي صواب القول والفعل،بالحكمة فقط يستطيع المرء أن يجعل من العدو صديقا ومن الكوخ قصرا،ومن الدخل المحدودعيشة هنيئة.بالحكمة فقط يستطيع أن يحيا عيشة ملؤها السعادة والرضا على أبسط الأمور،تفرح بالمتاح وتتقبل و ترضى بما هوغير متاح،تفرح بما مضى وبما هو آت.بالحكمة فقط تتقبل عيوبك وعيوب الآخرين وتتوقف عن السعي وراء وهم المثالية،وتركز فقط على تقويم إنسانيتك المشتتة!

ختاما، يقول لقمان الحكيم :” خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت ان يعذبك، وارجه رجاءاً لو اتيته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر لك، يا أبت وكيف اطيق هذا وانما لي قلب واحد؟ يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *