صناعة القرار بداية تطوير الذات

صناعة القرار وتأثيره على الصحة النفسية للفرد

مند أن وجد الإنسان على سطح الأرض، تميز عن باقي المخلوقات بالتفكير المنطقي، أو بالعقل الذي يقصد به القدرة على التفكير، وبمعنى أصح الدماغ الذي يمثل العضو الموجود بجمجمة الإنسان، والذي يزن حوالي 1400 غرام من جسمه، مما يؤثر على حياة الشخص ومصيره، وذلك باستخدام طاقة قد تصل إلى 20% من طاقة جسمه.

باعتبارالتفكير سمة من سمات العقل البشري، أي معالجة ذهنية ونشاط عقلي، يستخدم لأجل هدف ما، كهدف إختيار القرارات التي تتجلى أهميتها في ارتباطها الوطيد بالحياة ومصيرها أي بنجاحها أو فشلها.
لكن وعلى العكس، فمعظم الأشخاص لايتوفرون على تلك القدرة التي تجعل منهم أناسا يتخذون قرارات بشكل ذاتي وبقناعة شخصية، وهذا بفعل اعتمادهم على أشخاص ساهموا وبشكل مباشر في تسييرهم وتحديد مصيرهم، وليس باحترام التميز الذاتي للفرد (وهذا رائج غالبا عند الآباء مع أبنائهم).

فلا يصل الفرد إلى حديقة نجاحه دون أن يمر بمحطة اتخاذ قراره بنفسه، وبالتالي اختيار هدف واضح لتحقيقه بالمواصلة والمحاولة بنظرة إيجابية للأشياء، لا بتلاشي الأفكار والاختيارات، وذلك لتفادي تشتت القرارات المؤدي لإجهاد الدماغ، مما سيحفز على مستواه الأجزاء المسؤولة عن الخوف والتوتر، فربما يتطور الأمر ليصل إلى صعوبة في التحكم في التوتر فيولد بذلك ما يسمى بالضغط المزمن (Chronical Stress).
فما مدى تأثير الظروف المحيطة بنا على إختياراتنا في الحياة ؟ وماهو البعد الذي يجعل من الإنسان ذاك الكيان القادر على اتخاذ قراره وتحمل نتائجه ؟

رغبة إرضاء الذات وتحقيق الأهداف تكمن في تحدي تحسين وتطوير الحياة، أي محاولة النجاح وصنع القرارات التي يرغب الشخص العيش داخل أسوارها، فباعتبار التفكيربتفاؤل، هو المصدر الأساسي لتحديد القرار، أو بالأحرى التفكير الإيجابي الذي يقف هنا على ثقة الشخص بنفسه، وإيمانه باتخاذه لقرار ما بمفرده.
فتصرف واتخذ قرارك كما لو أنه من المستحيل أن تفشل، لأن الإيجابية تفوق سائر الأفكار رونقا ويعجز اللسان على وصف محاسنها.

من الرائع تنظيم الأفكار والقرارات وبالتالي تنظيم أبعادها، وهذا مايجب فعله في بداية كل اختيار، طبعا بتجنب ذاك الارتباك والتردد الذي له صلة مباشرة إما بفرض القرار من طرف آخر أو تشكيكه في قناعتك وأفكارك، وكذا بتعدد الاختيارات والمبالغة فيها مما يتعب التفكير، لذا يستحسن -كخطوة من الخطوات – التقليل من الخيارات للوصول إلى الهدف مما سيساعد في استغلالك الأمثل لطاقتك.

هذا ما فسره عالم النفس Barry schawrtz وفي كتابه “معضلة الاختيار” حيث كان يتكلم على أن تقليل عدد الخيارات يساهم وبشكل كبير في الاختيار، بل وفي الارتياح في الاختيار. وذلك ما أكدته Sheena Iyenger بجامعة كولومبيا في دراساتها على مجموعة من الأشخاص وذلك من خلال تجربة إعطائهم 6 أنواع من المربى، طالبة منهم اختيار واحد من هذه الأنواع، فلاحظت أن أغلبية الناس تقف حائرة و متفرجة، بل عددا قليلا فقط منهم من استطاع الإختيار. في حين عندما تم رفع عدد الاختيارات، وهذه المرة إلى 24 نوع من المربى، فإن فقط %3 من الناس من استطاع الإختيار. هذا معناه أنه بزيادة الاختيارات يزداد الاحتيار، وبالتالي تقل الثقة في النفس التي تمكن من أخذ القرار،فمن الأفضل تقليل الخيارات للتأكد من  نجاعة القرار الواجب اتخاذه.

بهاذا فإن صناعة القرار أداة مساعدة على تطوير الذات، وامتلاك الخبرة في اتخاذ القرار مفتاح  يتوجب استعماله وتطبيقه على أرض الواقع.

صناعة القرار بداية تطوير الذات

خوياني أيوب

طالب مهندس بكلية العلوم و التقنيات شعبة الصناعات الغدائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *