رجل الخبز

أنا وأنا بين اللحظة والأخرى

رجل الخبز هو ذلك الكائن الذي يشبهني أنا دونما أن يكون أنا!! هو ذلك الآخر الذي يطابق صورتي على المرآة لكنه يختلف عني في التفكير وفي الميول وفي الإحساس، لكنه يشبهني عند الغريزة وكذلك الرغبة في الحب والمتعة. إنه أنا عند لحظة المتعة والشهرة والحاجة للآخر في ظرفية معينة وليس أنا عند التفكير ولا عند المنطق.

هو أنا عند حب إثبات الوجود لكنه ليس أنا عند طريقة إثبات هذا الوجود، لأنه صورة طبق الأصل لي جسديا لكنه لا يطابقني فكريا، فالوجود المعرفي والأخلاقي يظل حبيسا بي أنا كوني عشت في بيئة مختلفة في ظروف مغايرة وتعلمت هذه المبادئ والأخلاق وترسخت عندي هذه الأفكار والقناعات بأسلوب معين، فتظل نفسيتي رهينة بشخصيتي أنا، وهنا يظل رجل الخبز هو أنا جسديا لكنه مختلف عني فكريا، عقائديا، قناعتيا واجتماعيا.
رجل الخبز هو أنت وأنا وهو… رجل الخبز ذات وجسد وصورة لنا دونما تطابق لنا. رجل الخبز هو مزيج خير وشر؛ رجل الخبز صدق وكذب، رجل الخبز حب وكره، رجل الخبز فكر وقلب، رجل الخبز حرب وسلام، نور وديجور، رجل الخبز واقع يعاش، رجل الخبز فكر ينداس.

رجل الخبز مزيج مني ومنك، رجل الخبز ماض سحيق يعيش في حاضر مبهم ويخطط لمستقبل مدمر، رجل الخبز هو أحد أطفالك الخطأ الذي ما فكرت ولا مرق ببالك لوهلة أن تنجبه.. رجل الخبز قد يكون براءة اغتصبت!! رجل الخبز هو شخص دفين داخلك، رجل الخبز هو قلم يموت، رجل الخبز هو تلك الابتسامة التي تخفي ألما يعتصر القلب ويغلي في الصدر كغلي الحميم.. رجل الخبز هو ظلم انتصر وحق انكسر.. رجل الخبز هو نفاق ومجاملة تخفي ضغينة وحقدا دفينا..  رجل الخبز هو أنا وأنت، هو وهي، نحن وهم، في لحظات متعددة وأحايين متفرقة.

آسفة، فالقلم تكلم والورقة بكت دما على رجل الخبز الذي يعيش داخلي..آسفة جدا فلا السطور تكفي ولا الدموع تتوقف لكن رجل الخبز أحب أن يتكلم رغم أنه يتألم؛ هو حبيس واقع مؤلم وماض دفين ومستقبل مبهم لا فكرة لدينا عنه.

رجل الخبز

سهام حجري

صحافية و مديرة نشر بمجلة مغربية عربية و رئيسة جمعية ,حاصلة على الاجازة في الصحافة و ايضا على ماستر تواصل ثقافي كما سبق لي ان اشتغلت بالعديد من المواقع الالكترونية و الجرائد الورقية و ايضا عملت في اذاعة فاس الجهوية و بالتلفزة المغربية لفترة وجيزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *